أهم الآداب التي يتحلى بها المسلم بالنسبة للجنازة أن يأخذ العبرة والعظة من الموت ، وله أن يبكي دون صراخ أو عويل ،وكذلك الحال للنساء ، ويجوز للمرأة أن تحد على قريبها ثلاثة أيام ،وعلى زوجها أربعة أشهر وعشرا ، وعليها ألا تدعو بدعوى الجاهلية ،ولا تشق جيبا ،ولا تلطم خدا ، وتكون التعزية ثلاثة أيام دون إقامة السرادقات ،والأربعين والخمسين، فمثل هذه العادات بدع منكرة .
يقول الدكتور أحمد الشرباصي – رحمه الله – :
لعل أهم أدب يجب أن يتحلى به المسلم عند الجنازة هو أن يتذكر أنه سائر إلى الموت مهما طال الزمن، لقول القرآن : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ وإنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يومَ القِيامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فقدْ فازَ وما الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ متَاعُ الغُرُورِ). (آل عمران: 185).
فاللائق بالإنسان أن يتَّعظ ويعتبر ويتذكر ذلك المصير، وإذا كان مصاب الإنسان في أهل بيته يَعِزُّ عليه فقد أباح الإسلام البكاء دون صُراخ أو نِياح أو لطْم أو ندْب، وقد رُوي أن رسول الله ـ ﷺ ـ بكَى لموتِ ابنه إبراهيم، وقال: “إن العيْنَ لَتدْمَعُ وإن القلب ليحزنُ، ولكنا لا نقول ما يُغضِب الربَّ، وإنا مِن بعدك يا إبراهيم لمَحزونونَ.
وقد جاء الحديث القائل: “ليس مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدود، وشَقَّ الجُيوب ودعَا بدَعْوَى الجاهلية”.
وقد ذكر الفقهاء أنه يجوز للمرأة أن تُحِدَّ على قريبها الميت ثلاثة أيام، وتُحدَّ الزوجة على زوجها أربعة أشهر وعشْرًا، والحِداد هو: عدم التَّزَيُّنِ وعدم لبس الثياب الفاقعة الألوان.
ومن آداب الجنائز أن يكون تكفين الميت من أوسط ما كان يلبس في حياته بلا إسراف، ويجوز المشي خلف النعْش أو أمامه، دون رفع صوت بذكْرٍ أو قراءة أو نشيد أو بُردة كما يصنع العوامُّ، فكل ذلك بِدْعَةٌ، ولا تَتْبَعُ النساءُ الجنازة.
ومن آداب الإسلام أن القبر لا يُرفع عن الأرض أكثر من شِبْرٍ.
والتعزية تكون خلال ثلاثة أيام. ومن البِدَع التي لم ترِد في الشريعة إقامةُ السرادقات وصَفُّ المقاعد، وعمل الأخمسة وذكرى الأربعين والذكرى السنوية فكل هذه بِدَعٌ.