السنة لغة:هي الطريقة والسيرة؛ وقد كانت السنة تطلق في العصور الأولى على طريقة النبي ﷺ وطريقة الخلفاء الراشدين من بعده.
السنة اصطلاحا: لها معان عدة؛ وهي عند الأصوليين كل ما صدر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- مما يصلح أن يكون دليلا شرعيا، سواء كان قولا، أو فعلا، أو تقريرا.
السنة عند المحدثين: هي كل ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من أقوال، أو أفعال، أو تقارير، أو صفات خلقية، أو خلقية، أو سيرة، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها، وما كان قبل النبوة يعتبر من قبيل دلائل النبوة.
السنة عند الفقهاء: هي النافلة أو المندوب، أي غير الواجبات والفرائض، وقيل: هي القربات التي داوم عليها النبي ﷺ؛ كصلاة الوتر، وورد أن السنة عند الفقهاء هي الأحكام الخمسة: الفرض، والسنة، والحرام، والمكروه، والمباح.
هدي النبي في الأكل والشرب:
للأكل آداب عديدة، وَرَدَ بعضُها في كتاب الله عزَّ وجلَّ، وورد بعضها في السنة النبوية، وقد أورد ابن القيم رحمه الله تعالى شَذَراتٍ من هَدْيِ النبيِّ ﷺ في الأكل والشرب، فقال:
-كان ﷺ يأكل ما جَرَتْ عادةُ أهل بلده بأكل.
-ولم يكن ﷺ يحبس نَفْسَه على نوع واحد من الأغذية.
-وإذا كان في أحد الطعامين كيفيَّةٌ تحتاج إلى كَسْرٍ وتعديلٍ كَسَرَها وعدَّلها بضدِّها، كتعديل حرارة الرُّطب بالبطيخ.
-وإذا عافت نفسُهُ الطعامَ لم يأكله.
كما ذكر أبو هريرة رضي الله عنه: ما عابَ رسولُ اللهِ ﷺ طعاماً قطّ إِن اشتهاهُ أَكَلَهَ، وإلا تَرَكَهُ ولم يأكلْ منه.
-وكان ﷺ يحبُّ اللحم والحلواء والعسل.
-وكان عليه الصلاة والسلام يأكل الخبز مأدوماً ما وجد إداماً ..
-وكان أحب الشراب إليه ﷺ الحلو البارد، ويحتمل أن يريد به الماءَ العَذْبَ، ويحتمل أن يريد به الماءَ الممزوجَ بالعسل أو الذي نُقِعَ فيه التَّمْرُ أو الزَّبيب.
-وصحَّ عنه ﷺ أنه: أمَرَ بتخمير الإناءِ ولو أنْ يعرض عليه عودًاً .
ما هي آداب الأكل:
بالإجمال يمكن إيجاز آداب الأكل على النحو الآتي:
* غسل اليدين قبل الطعام لتخليصهما من الغبار والأوساخ المؤذية المسببه للأمراض .
* التسمية قبل الأكل و( من نَسي أنْ يذكرَ اللهَ في أوَّلِ طعامه فليقلْ حينَ يذكرُ : بسم الله في أوله وآخره )
* الأكل باليمين إلا لعذر، ولا بأس باستعمال الملعقة ونحوها، فإن لم يجد جاز الأكل بالأصابع .
* الأكل مما يليه من الطعام، فلا تمتد يده إلى ما يلي الآخرين ولا إلى وسط الطعام، لما روي عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه، قال : ( كنت غلاماً في حجر رسولِ اللهِ ﷺ وكانتْ يَدي تَطيشُ في الصُّحْفَةِ، فقال لي رسولُ اللهِ ﷺ: ياغلامُ سَمِّ اللهَ وَكُلْ بيمينكَ وَكُلْ مما يليكَ، قالَ : فما زالتْ تلكَ طعمتي بعدُ ).
* إذا ما وقعت من أحد اللقمةُ فليمط عنها الأذى وليأكلها، لما روي عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ: ( كانَ إذا طَعِمَ طعاماً لَعَقَ أصابعَه الثَّلاثَ وقالَ: إذا سقطت لقمةُ أحدِكم فَلْيُمِطْ عنها الأَذى وليأكلْها ولا يدعْها للشيطانِ) .
* يندب الجلوس للأكل ويكره الاتكاء لما ورد عنه ﷺ : ( لا آكل متكئاً).
* ينتظر حتى يبرد الطعام قليلاً لما ورد عنه ﷺ: ( ولا يـؤكل طعـامٌ حتى يذهــب بخـارُه ).
* يكره الإتيان بحركات منفرة للمشاركين كالجشاء والبصاق والمخاط ونحوه .
* يستحب عدم الإكثار من الطعام .
* يستحبُّ للضيف ألا يطيل الجلوس عند المضيف من غير حاجة بعد الفراغ من الأكل بل يستأذن ربَّ المنزل وينصرف، لقولـه تعالى: ((فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا )) [الأحزاب/53].
ويسن بعد الطعام أن يحمد الله ويدعو ، ويغسل يـده ، ويتمضمض .
* لا يُـذَمُّ المسلم الطعـام مهما كان نوعه مادام حلالاً وذلك للحديث الذي تقدَّم : ( ما عابَ النبيُّ ﷺ طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلا تركه ولم يأكل منه).
[1] الموسوعة الطبية الفقهية ـ الدكتور أحمد كنعان صـ (665-666) ـ دار النفائس ـ بيروت ـ الطبعة الثانية: 1426هـ 2006م.