يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم شيخ المسجد الزينبي بالقاهرة-رحمه الله تعالى-:

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله : “إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم” رواه أبو داود، وابن حبان في صحيحه وكلاهما عن عبد الله بن أبي زكريا عنه وعبد الله بن أبي زكريا ثقة عابد، هكذا قال الحافظ زكي الدين بن عبد العظيم بن عبد القوي المنذري عند تخريجه لهذا الحديث الشريف تحت عنوان “الترغيب في الأسماء الحسنة” في مؤلفه الشهير الترغيب والترهيب.

فهذا الحديث الشريف الصحيح يدل بوضوح على أن كل واحد من بني آدم، وكل واحدة من بنات حواء يدعى يوم الدين “يوم يقوم الناس لرب العالمين” يا فلان بن فلان ويا فلانة بنت فلان ليقم كل منكما للعرض والحساب في يوم قال عنه تعالى: (تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).

ثم إن القرآن العظيم يقول في شأن من كان العرب يتبنونه في الجاهلية وينسبونه إليهم ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) فلم يقل انسبوهم لأمهاتهم ثم قال تعالى: ( فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) ولم يقل لهم عند عدم معرفتكم بأسماء آباء من تتبنونه قولوا لهم أنتم أبناء فلانة من الناس، وأمر الآخرة محمول على أمر الدنيا فما يدعى إنسان يوم القيامة إلا باسمه واسم أبيه.
وأما القول: بأن الإنسان ينادى يوم القيامة باسمه واسم أمه سترًا عليها، فذاك من كلام الناس وكلام الناس لا يصلح في دين الله، ففي هذا اليوم الحق، وذلك اليوم المشهود من أراد الله ستره ستره، ومن أراد الله فضيحته فضحه على رؤوس الأشهاد، وما يستر ربك إلا من أتاه بقلب سليم، ومات على صراط مستقيم ( صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ) فاللهم سترك، فأنت أرأف بالعباد وأعلم.