الردة هي الخروج عن الإسلام والرجوع عنه بعد الدخول فيه ، وتتم الردة إذا أعلن الإنسان ارتداده عن الإسلام، أو تبرأ منه، أو طعن عليه، أو أنكر ما ثبت بالضرورة من أحكامه وفرائضه، أو أتى ما يدل بوضوح على خروجه عن الإسلام، بأن سَبَّ الله عز وجل، أو سَبَّ نبيه ﷺ .
يقول الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله :
يقول الله – تبارك وتعالى – في سورة البقرة مُشيرًا إلى الارتداد عن دين الله ـ تعالى ـ فيقول: (وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكم حَتَّى يَردُّوكم عَن دينِكم إِنِ استطاعُوا ومَن يَرْتَدِدْ منكم عَنْ دينِه فَيَمُتْ وهو كافرٌ فأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهم فِي الدنيا والآخرةِ وأولئكَ أصحابُ النارِ هُم فيها خَالِدُونَ) (الآية: 217) والردة هي الخروج عن الإسلام والرجوع عنه بعد الدخول فيه، ومعنى الآية السابقة أن المرتدَّ لا ينتفع بأعمال الإسلام في دنياه ولا في أُخراه، وهذا الرجوع عن الدين رجوع عن أصوله الأساسيَّة كما يذكر تفسير المنار، وهي ثلاثة:
أولها: الإيمان بأن لهذا الكون العظيم المُتقَن في وحدة نظامه، وبديع إحكامه، رَبًّا إلهًا أبدعه وأتقنه بقُدرته وحِكْمته، بغير مساعد ولا واسطة.
ثانيهما: الإيمان بعالم الغيب والحياة الآخرة.
ثالثهما:العمل الصالح الذي ينفع صاحبه وينفع الناس.
فهذه الأصول الثلاثة التي جاء بها كل نبيّ مُرسَل من عند الله لا يتركها إنسان بعد معرفتها والأخذ بها، إلا ويكون منكوسًا، لا حظ له من الكمال في دُنياه ولا في أُخراه، بل يكون من أصحاب النفوس الخبيثة والأرواح المظلمة، التي لا مقر لها في الآخرة إلا دار الخزي والهوان، ولذلك قال تعالى: ( وَأُولئكَ أصحابُ النارِ هُم فيها خَالِدُونَ ) ( البقرة 217).
ويصير الإنسان مُرتدًّا إذا أعلن ارتداده عن الإسلام، أو تبرأ منه، أو طعن عليه، أو أنكر ما ثبت بالضرورة من أحكامه وفرائضه، أو أتى ما يدل بوضوح على خروجه عن الإسلام، بأن سَبَّ الله عز وجل، أو سَبَّ نبيه ﷺ. أ.هـ