لا يحل للغني القادر على السداد ((سواء أكان أفرادا أم مؤسسات أو حكومات)) أن يماطل في ردِّ الدَّين الذي عليه للناس، فإن هذا من الظلم، ومن يتعمد هذا فإنه يأثم، ومتوعد بالعذاب لأنه يدخل في الظالمين، وقد جاء في الحديث: مطل الغني ظلم. رواه مسلم
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن :
الموسر المتمكن إذا طولب بالأداء ومطل ظَلَمَ، وذلك يبيح من عرضه أن يقال فيه: فلان يمطل الناس، ويحبس حقوقهم، ويبيح للإمام أدبه وتعزيره حتى يرتدع عن ذلك.
وقال المناوي في فيض القدير:
مطل الغني أي: تسويف القادر المتمكن من أداء الدين الحال (ظلم) منه لرب الدين فهو حرام .. وإن كان مستحقه غنياً فالفقير أولى ولفظ المطل يؤذن بتقديم الطلب فتأخير الأداء مع عدم الطلب ليس بظلم. وقضية كونه ظلماً أنه كبيرة فيفسق به إن تكرر.
وبوَّب البخاري باباً سماه ((باب: مطل الغني ظلم)) وبوَّب الإمام مسلم بابا سماه((باب تحريم مطل الغني)) .
وقال ابن حجر في فتح الباري :
المعنى أنه يحرم على الغني القادر أن يمطل بالدين بعد استحقاقه بخلاف العاجز.. أهـ
جاء في مغني المحتاج للخطيب الشربيني:
على الموسر الأداء فورا بحسب الإمكان إن طولب لقوله ﷺ مطل الغني ظلم إذ لا يقال مطله إلا إذا طالبه فدافعه. فإن امتنع أمره الحاكم به.أهـ
على صاحب الدين المعجل أن يطالب بدينه ممن أخذه منه، فإذا امتنع وكان موسرا فعلى صاحب الدين أن يرفع أمره للحاكم لكي يستوفي له دينه.