يجوز لأصحاب الشركات مراقبة حسن سير العمل، وتفقد أمور العاملين، وتقدير مدى كفاءتهم بمراقبتهم، ويجب أن يراعى فيمن يقوم على ذلك؛ الصدق والموضوعية، وعدم الظلم .
حكم مراقبة العاملين في الشركات وضوابطه؟
يقول فضيلة الشيخ أحمد بن محمد الخليل من علماء السعودية:
هذا الأمر جائز ولا حرج فيه، لأنه يحق لصاحب العمل أن يتأكد من سير العمل على الوجه المطلوب، ولو بجعل مراقبين يقومون بهذا الغرض.
ونرى أنه إن كانت هناك ضرورة، فلابد من بعض الضوابط، حتى لا يتحول الأمر إلى شكاوى كيدية أو لتصفية حسابات شخصية على حساب العمل.. ومن تلك الضوابط:
1- أن يكون هؤلاء أهل أمانة وثقة وصدق وحياد.
2- في حال إبلاغهم صاحب العمل بأي أخطاء أو تجاوزات، عليهم أن يتقوا تعالى فيما يقولون.. فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) (الأحزاب)، وألا يتجاوزا الحقيقة، وألا يحملنهم بغض بعض زملائهم على ظلمهم، قال الله تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا )(المائدة:8).
3- وعلى صاحب العمل إذا أراد أن يتخذ قراراً بشأن المخالفين أو المقصرين أن يتأكد بنفسه أولاً من هذا التقصير وأن يواجههم به، دون أن يشعرهم بأن أحداً يتجسس عليهم أو ينقل أخبارهم.
4- كما أن عليه في الختام أن يتقي الله فيمن يعملون عنده، فلا يظلمهم في أجورهم، ولا يحملهم فوق طاقتهم.أ.هـ
هل يحق لصاحب العمل مراقبة الموظفين؟
يقول الأستاذ الدكتور محمود عكام أستاذ الشريعة بسوريا:
إن من حق صاحب الشركة أن يفعل ما يريد من أجل ضمان تطبيق الشروط التي كانت موضع اتفاق بينه وبين العاملين لديه، فما دام قد اشترط ألا يتم استخدام الأجهزة لغير أغراض الشركة، وقبل العامل هذا الشرط فـ”المسلمون عند شروطهم” كما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، فلا ضير إذن كما قلنا من أن يفعل الذي يريد؛ ليتعرف على مدى جدية العامل في التزامه بهذه الشروط.
والتجسس ليس له صلة في هذا المقام، وإنما هو في التعرف على ما يفعله الناس سرًّا ولا يريدون لأحد أن يطلع عليه، وقد فرّق العلماء بين التجسس والتحسس؛ إذ اعتبروا الأول اطّلاعا على سر الغير بالعين، والثاني اطّلاع على سر الغير بسائر الحواس ما عدا العين، ولا شك في أن الله نهانا عن التجسس والتحسس.. قال تعالى: (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا).أ.هـ
هل مراقبة الموظفين يعتبر تجسس؟
يرى فضيلة الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوربي للبحوث والإفتاء أن مراقبة العمال للتأكد من قيامهم بالأعمال المنوطة بهم ليس من قبيل التجسس فيقول:
ليس هذا الأمر من قبيل التجسس المنهي عنه شرعاً؛ لأن صاحب العمل هنا لا يتجسس على الإنسان في بيته أو في مكان خاص له، وإنما يطلع على ما يقوم به أثناء عمله، وهو يدفع له أجرا مقابل هذا العمل؛ فمن حقه في أي وقت أن يطلع على ما يقوم به الموظف أثناء دوام عمله.