سؤال الملكين من الأمور الغيبية التي ثبتت بالسنة،وقد جاءت الإشارة إليها في القرآن الكريم،والسؤال عن النبي يكون عن كل نبي في أمته،والثابت أن الإنسان يُسأل ولا يَسأل ،إلا ماورد عن عمر بخبر النبي أنه يسأل الملكين بعد سؤاله.

يقول الشيخ حسنين مخلوف مفتي مصر الأسبق –رحمه الله تعالى-:

-السؤال في القبر للمؤمن والكافر حق.

-ونعيم القبر حق وعذابه حق.

-والروح تُعاد إلى الجسد بعد الموت عقب الدفن بالقدر الذي يستطيع معه الميت فهم السؤال ورد الجواب، وهو نوع آخر من الحياة ليس كحياة الدنيا.

-وطريق ثبوته حديث الصادق المصدوق ـ ـ ففي المُسند عن أبي سعيد الخدري قال كنا مع النبي ـ ـ في جنازة فقال: “أيها الناس إن هذه الأمة تُبتلَى في قبورها، فإذا الإنسان دُفن وتفرَّق عنه أصحابه جاءه ملك بيده مطراق فأقعده فقال: ما تقول في هذا الرجل؟ فإذا كان مؤمنًا قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. فيقول له: صدقت. فيفتح له باب إلى النار فيقال له: هذا منزلك لو كفرت بربك، فأما إذ آمنت فإن الله أبدلك به هذا. ثم يفتح له باب إلى الجنة فيريد أن ينهض له فيقال له: اسكن. ثم يفسح له في قبره.
وأما الكافر ومثله المنافق فيقال له: ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري. فيقال له: لا دَريت ولا اهتديت. ثم يُفتح له باب إلى الجنة فيقال له: هذا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت فإن الله أبدلك به هذا. ثم يُفتح له باب إلى النار، ثم يقمعه الملك بالمطراق قمعًا يسمعه خلق الله كلهم إلا الثَّقَلَيْن”أي الإنس والجن، فقال بعض أصحابه: يا رسول الله، ما منا من أحد يقوم على رأسه ملك بيده مطراق إلا هيل عند ذلك! فقال رسول الله : (يُثبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ في الحياةِ الدنيا وفي الآخرةِ ويُضلُّ اللهُ الظالمين ويفعلُ اللهُ ما يشاء).
-وفي صحيح مسلم عن البراء بن عازب نحوه، وروى عن أبي هريرة يرفعه أنه قال في حديثه: إن الميت ليسمع خفق نعالهم حين يولُّون عنه مدبرين، وإن روح المؤمن بعد السؤال والجواب تُجعل في النسم الطيب وهي طير خُضْر تعلق بأشجار الجنة، ويُعاد الجسم إلى ما بدأ منه من التراب، وذلك قوله تعالى: (يُثبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقولِ الثابتِ) الآية.

والخلاصة أن سؤال الملكين ثابت بالكتاب والسنة ،وأن الإنسان هو المسئول لا السائل ،وأن كل إنسان يسأل عن عقيدته ورسوله .