هذه قضية شائكة حيث تعارضت فيها المصالح والاتجاهات بعضها مع بعض، فالزوج إذا أراد أن يحتفظ بأسرته هادئة مستقرة فسيتعرض لنقمة حماته، وإذا أراد أن يخرج حماته من داره ويردها إلى بلدها فسيغضب زوجته، فهو حريص على بقاء الأسرة متماسكة.
والذي ننصح به أن يحاول الزوج الصبر ما استطاع على نكد أم زوجته وتدخلها في حياتهما، ولا شك أنها مخطئة في ذلك، فالمرأة بعد أن تتزوج يصبح حق الطاعة لزوجها لا لأمها ولا لأبيها.
ولو كانت الأم عاقلة وتدرك مصلحة ابنتها على المدى البعيد وتحرص على سعادتها واستقرار حياتها لعاشت في حدودها كضيفة على زوج ابنتها وليس للضيف أن يتدخل في شؤون مضيّيفيه، وإذا كانت الحماة مصرة على موقفها وطريقتها وتكدير عيش زوج ابنتها فالأولى له أن يطلب منها العودة إلى بلدها معززة مكرمة ومعها بعض الهدايا منه حرصا على ما هو أهم من ذلك وهو بقاء عش الزوجية سليما دون أن يصيبه الدمار والخراب.
ما هو واجب الأم عند زيارتها لابنتها المتزوجة
إذا كانت هذه الأم تحب ابنتها حقا فعليها أحد أمرين:
-إما أن تلتزم الصمت والبعد عن إثارة المشاكل.
-وإما أن ترحل وهذا هو الأفضل والأصلح لها ولابنتها ولزوجها ولهذه الأسرة التي يرجى لها الهدوء والهناء.
وينبغي أن تعلم الأم التي زوجت ابنتها أنه لا يجوز لابنتها أن تقدم طاعة أمها على طاعة زوجها ، وأنه ليس لها التدخل في حياة ابنتها بعد زواجها ، إلا أن يطلب منها التدخل للإصلاح والوعظ والإرشاد .
وتدخل أم الزوجة في حياة ابنتها المتزوجة له آثار سلبية ومن أعظم تلك الآثار ما قد يتسبب به تدخلها من تطليق ابنتها ، وذلك عندما يرى الزوج أنه لا طاعة له على زوجته ، ولا قوامة له عليها ، وأن أم زوجته هي الآمرة والناهية لزوجته ، وبذلك تتسبب في خراب بيت ابنتها .
ما هو واجب البنت المتزوجة تجاه أمها
-لا يجوز للابنة مجاراة أمها فيما تتطلبه من أخبارها الخاصة ، ولو تسبب ذلك بغضبها عليها ، فطاعة الله تعالى مقدَّمة على طاعة غيره .
-تخفيف زيارة البنت لأمها إذا كانت الزيارة تسبب المشاكل العائلية بينها وبين زوجها.
قال رسول الله ﷺ: “لو كنتُ أمِرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجِها” هذا لعظيم حق الزوج على زوجته وأن عليها أن تطيعه ولا تغضبه، وتكون طاعتها بعد زوجاها لزوجها لا لأمها وأبيها، وأن تجعل لوالديها حدود محدودة للتدخل في حياتها، فإن فعلت ذلك التزم والديها بحدودها وبقي هي مع زوجها وأسرتها هادئة سعيد وبنفس الوقت بارة بوالديها فالموازنة بين الجمعيع مطلوب على أن لا يكون لرضى الوالدين خراب لبيت الأسرة.