إذا كان المسلم مقصرا في تعلم العلم الشرعي فإن جهله لن يشفع له، أما إذا كان هذا التقصير خارجا عن إرادته فإنه لا يؤاخذ بما عمله، وهذا فيمن يعيش خارج ديار الإسلام، أما في ديار الإسلام فيجب على كل مسلم أن يعلم ما لا يسع أحد جهله.
جاء في فتاوى دائرة الشئون الإسلامية – دبي الإمارات :
إن كان المرء ممن يعذر بجهله بأن كان قد نشأ في بلدة بعيدة عن العلماء، أو كان حديث عهد بإسلام فإنه لا يؤاخذ بما عمله بناءً على جهله ذلك ، إذا كان ذلك في حقوق الله تعالى من صلاة وصيام ونحوها، ولكن يجب عليه قضاء ما فاته منها ، ولا إثم عليه في ذلك التقصير الذي كان بسبب جهله الذي يعذر به شرعاً كما تقدم. وإذا كان في حقوق العباد فإنه يضمن ما أتلفه أو فرط فيه.
أما إذا كان ممن لا يعذر بجهله بأن كان في بلدة فيها علماء فقصر عن التفقه في أمر دينه، وفعل أشياء مخالفة لشرع الله تعالى، فإنَّه يأثم بذلك إذ الواجب عليه شرعاً أن يتفقه بما تصح به عقيدته وعبادته ومعاملته، كما قالوا: مــن لم يكن يعلم ذا فليسألِ، ومن لم يجـد معلمـاً فليرحـــلِ وإذا لم يفعل ذلك وعبدَ الله عن جهل، وهو قادر على التعلم فإن عبادته لا تقبل ، لقول الله تعالى: “ليبلوكم أيكم أحسن عملاً” أي: أخلصه وأصوبه، وخالصه أن يكون لوجه الله تعالى ، وصوابه أن يكون على وفق شرعه، ولأجل هذا لم يعتد النبي ﷺ بصلاة المسيء صلاته ـ خلاد بن رافع ـ حينما لم يؤدها على وفق شرع الله تعالى ، وقال له: ارجع فصل فإنك لم تصل، كما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ولذلك يقول ابن رسلان: وكــل من بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تقبـــــل.