يقوم البعض باستقدام خادمة للعمل في بيته وتكون جيدة في عملها مع بعض الملاحظات البسيطة عليها ، ويسمع عن قصص حدثت من الخادمات وأنهم قبل نهاية خدمتهم يسرقون البيت ويهربون، ويتسألون هل يجوز للزوجة أن تسترق النظر إلى خزانة الخادمة لعلها تخبىء شيئا، خاصة أنهم يتركون البيت كله أماها ولوحدها، وهل يجوز قبل موعد سفرها أن تفتش الزوجة حقيبة سفرها دون أن تعلم.
يقول فضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة ـ أستاذ التعليم العالي لمادة مقاصد الشريعة بجامعة محمد الأول بوجدة ـ المغرب
أظن أن من يسمع بقصص الخادمات يتأثر بأقوال معارفه وتجاربهم مع الخادمات، وإذا كان ذلك قد يبعث على الحيطة والحذر عمليا فإنه لايجوز أن يبعث على إساءة الظن بكل الخادمات، لأنهن لسن نوعا واحدا وليست لديهن تربية واحدة، وخصوصا إذا يشهد المستقدم للخادمة شيئا خارجا عن الأخلاق الفاضلة، ويلاحظ تعاملها مع أطفاله. وهذا يرجع إلى نوع العلاقة القائمة بينهم وبين الخادمة. وهي ولاشك علاقة قائمة على الثقة وعلى حسن التعامل، فإذا تأثر المستقدم بأقوال معارفه وجيرانه وأوحى إلى الخادمة باهتزاز ثقتهم فيها فإن ذلك لابد أن يكون له رد فعل ينعكس أساسا على نوع تعامل الخادمة مع الأطفال في حال غياب أمهم وهذا فيه ضرر حقيقي على الأطفال.
لذا فالمرجو أن يبقى المستقدمين للخادمة على نوع التعامل الذي يسلكونه مع الخادمة ولا يوحون إليها باهتزاز ثقتهم بها ، على أنه بالإمكان أن يطلب منها حين مغادرة العمل نهائيا أن تتبرء بأن تكشف عما يكون معها من أغراض وحاجات شخصية. وبهذا تظل الصحبة بينهما سليمة ويكون الفراق آمنا.انتهى
معاملة الخدم في الإسلام:
-تعامل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع الخدم خير معاملة، فكان يقابل الإحسان بالإحسان والثناء، أما في حال الوقوع بالخطأ منهم فقد كان رسول الله ﷺ- ليّناً رفيقاً معهم.
-صحّ عن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “ما ضربَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ خادمًا لَه ولا امرأةً ولا ضربَ بيدِهِ شيئًا.
-يقول أنس بن مالك -رضي الله عنه- : (خدمتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء لم أفعلْهُ: ألا كنتَ فعلتَه؟ ولا لشيٍء فعلتُه: لِمَ فعلتَه).
-كان النبي ﷺ يوصي أصحابه بالإحسان إلى الخدم، والعفو عنهم، وعدم الإساءة لأيٍّ منهم.
-ساوى رسول الله -ﷺ- بين الخادم والأخ، فقال: (إخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أيْدِيكُمْ، فمَن كانَ أخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ ممَّا يَأْكُلُ، ولْيُلْبِسْهُ ممَّا يَلْبَسُ، ولَا تُكَلِّفُوهُمْ ما يَغْلِبُهُمْ، فإنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فأعِينُوهُمْ).
وإن الله -عزّ وجل- قد يبتلي الإنسانٍ بما هو عليه، فجعل الخادم خادماً، والسيّد سيّداً، ومن الممكن أن تنعكس الأمور فيصبح الخادم سيّداً، والسيّد خادماً، فهو أمرٌ لا يملكه الإنسان.
بعض النصائح في التعامل مع الخدم:
التعامل مع الخادم مسألة هامة تحتاج إلى احترام وتفهم من قبل المستقدمين لهم. فالعلاقة بين المستقدم والخادم يجب أن تستند على الاحترام المتبادل من خلال الآتي:
1. احترم خصوصية وكرامة الخادم فالواجب على المستقدم عدم التدخل في حياته الشخصية وعدم التعامل معه بطرق مهينة أو مسيئة. ولا يقوم بمراقبة أو تتبع حركاته بطرق غير مشروعة.
2. أن يكون الاتفاق واضح قبل بدء العمل، فيجب على المستقدم والخادم التفاوض ووضع اتفاق واضح يحدد حقوق وواجبات كل طرف. ويشمل الاتفاق التعامل اليومي، ومهام العمل، والأجر، وساعات العمل، وغير ذلك.
3. توفير الطعام والمأوى والرعاية الصحية للخادم.
4. تكليف الخادم ضمن نظاق الاتفاق . وعدم فرض مهام زائدة أو الطلب منه العمل في ساعات إضافية دون تعويض مناسب.
5. يجب أن يكون هناك احترام متبادل بين المستقدم وأهل بيته والخادم.