يجب على الإبن أن ينصحَ والديه برِفْقٍ ويُذَكِّرْهُمَا بقولٍ ليِّنٍ بحُكم الله ـ تعالى ـ في الربا وأنه آذَن المُرابين بحرب من الله ورسوله، وبالمَحْقِ والسحق إن لم يتوبا إلى الله ـ تعالى ـ منه فإنِ انْتَهَيَا فخيْرًا أسداه إليهما، وإنْ أصَرَّا على هذا المُحرم فالخير للإبن في أن لا يُؤاكلهما ولا يُشاربهما مادام المال مخلوطًا خلْطًا لا يُمكن تمييزه حتى لا ينبت لحمه من حرام، ولا يَرِينُ على قلبه ما كسباه من مُحرَّم.
وليس معنى ترْكه المُؤاكلة والمشاربة أن يُقاطعهما فيما وراء ذلك، بلْ عليه مع ذلك أن يصلهما ويَبَرَّهُما ويُؤدي حقهما ويَخدمهما ما وجد إلى ذلك سبيلًا، ويُطيعهما فيما لا مَعصية فيه: (عَسَى اللهُ أنْ يأتيَ بالفَتْحِ أو أمْرٍ مِن عندهِ فَيُصبِحُوا على ما أَسَرُّوا فِي أنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ).