صلة الرحم من آكد الواجبات التي يتقرب المسلم بها إلى ربه تعالى ، وهي تجلب البركة في العمر وفي المال ، وعلى المسلم أن يحرص عليها بقدر استطاعته ، فالله لا يكلف الإنسان ما لا يستطيع ، فليصل المسلم أقاربه بالزيارة ولو بين الحين والحين ، والسؤال عنهم ، والإهداء لهم إن تيسر بدون تكلف ، فإن لم يتيسر له اللقاء بهم فلا أقل من أن يتصل بهم عن طريق الهاتف ، وكذلك عن طريق البريد ، وغير ذلك من وسائل الاتصال التي يسرها الله عز وجل .
وقد اشتكى أحد الصحابة لرسول الله ﷺ من رحم له يؤذونه ويسيئون له، وهو دائم الصلة لهم فقال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال له النبي ﷺ: “إن كنت كما تقول فكأنما تسفهم المَلَّ (التراب المحمي أو الجمر الذي صار رمادا قبل أن يبرد) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ” رواه مسلم في صحيحه.
فعلى المسلم صلة الرحم ما استطاع لذلك سبيلا فإن صعب عليه الزيارة فلا أقل من صلته عن طريق الهاتف، وليست الصلة محصورة في الزيارة فحسب، بل الصلة يندرج تحتها أمور كثيرة منها السعي في الحوائج، والنصح، والاطمئنان، والدعاء، والإعانة في الملمات.