الصلاة هي عمود الدين، وهي أول شيء تحاسب عنه يا عبدالله ويا أمة الله يوم القيامة من أعمالك، وقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال في الصلاة: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” هذا يدل على عظم خطر التهاون بها وأن تركها كفر بالله نعوذ بالله من ذلك، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: “بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة” فدل على أن تركها يوقع في الكفر والضلال ويوقع في الشرك.
والتعبير بالرجل ليس للتخصيص ولكن من باب الإخبار بأحد النوعين على الآخر، فكل ما يأتي من نصوص من الأحكام المعلقة بالرجال أو بالنساء يشمل النوع الثاني، فما جاء في الرجل فهو يعمه ويعم المرأة، وهكذا ما جاء في المرأة، فالله جل وعلا بعث رسوله ﷺ للجميع للرجال والنساء، وللثقلين الجن والإنس، فالأحكام عامة إلا ما خصه الدليل، إلا ما قام عليه الدليل خاص الذي يدل على أن أحد النوعين مخصوص بشيء.
هل كشف فخذ الرجل حرام
العلماء انقسموا بالنسبة لهذا الأمر إلى فريقين:
-فريق يرى أن عورة الرجل المحرم كشفها –سواء في الصلاة أو خارجها- هما السوءتان فقط –نعني بهما القُبل والدُّبر-، وبناء على هذا الرأي يكون كشف الفخذ جائزًا خارج الصلاة، وإذا كُشف داخلها لا يؤثر كشفه على صحة الصلاة.
-والرأي الآخر يرى أن عورة الرجل ما بين السرة والركبة، سواء كان ذلك في الصلاة أم خارجها، وبناء على هذا الرأي يكون كشف الفخذ خارج الصلاة حرامًا؛ لأنه من العورة، ولا يجوز النظر إليه إذا كشفه صاحبه، لقول النبي ﷺ: “احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك”.
ما حكم إنكشاف الفخذ في الصلاة
إذا كُشفت فخذ الرجل داخل الصلاة –فبالإضافة إلى أنها محرمة- فإن ذلك يؤثر على صحة الصلاة؛ لأن من شروط صحتها ستر العورة، لقول النبي ﷺ: “لا يقبل الله صلاة حائض بغير خمار”، فالحديث يبين أن المرأة إذا صلت مكشوفة الرأس كانت صلاتها باطلة؛ لأن الرأس من العورة بالنسبة للمرأة؛ فيقاس على ذلك الرجل إذا كشف جزءًا من عورته.
والراجح -في نظرنا، والله أعلم- الرأي الثاني الذي يرى أن الفخذ من العورة، وبالتالي لا يجوز كشفه في الصلاة، وإلا جاءت الصلاة باطلة، تأدبًا مع الله (عز وجل)، ومراعاة لمقام وجلال من تقف بين يديه.