إن البشر خلقهم الله سبحانه وتعالى وجعل فيهم هذه النفس التي تتقبل الخير وتتقبل الشر، وذلك مصداقا لقول تعالى: “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها”، ونلاحظ أن الله سبحانه وتعالى قدم الفجور في الآية على التقوى، فالنفس البشرية مهيأة للفجور والمعصية؛ وذلك لأنها تعيش في الدنيا، فهي مادة، ولأن الشهوات مادية ولأن الجسد من المادة نفسها، فنجد بأن الإنسان يستجيب للمعاصي بسرعة وبشغف أكثر مما يستجيب للطاعات، وهذا ما يحدث للعاصي أنه يتوب إلى الله ويندم، ولكنه يعود إلى المعصية مرة ثانية، وهو على علم بأن هذا الأمر معصية.
ونقول لكل مسلم عليك بالتوبة والاستغفار بعد كل معصية، وعليك أن تنظر إلى الجو الذي تعيش فيه هل هو جو يساعد على الطاعة والعبادة أم أنه جو يساعد على المعصية؟
-فإن كنت تعمل في مكان مختلط، وقد يؤثر فيك هذا الاختلاط إلى المعصية؛ فعليك أن تغير المكان وتعمل في مكان غير مختلط.
-وإن كان لك صحبة يحثونك على المعصية، فيجب عليك أن تمتنع عن الجلوس معهم أو الخروج معهم حتى تبتعد عن الوقوع في المعصية.
-وإن كان جهاز التليفون هو سبب للمعاصي، فعليك أن تقطع جميع البرامج التي في جهاز التليفون الخاص بك والتي تؤدي بك إلى المعصية.
-وإن كان جهاز التلفاز هو السبب في وقوعك في المعاصي؛ فعليك أن تضع حدا للنظر إلى التلفاز وخصوصا، القنوات الفضائية الأجنبية.
إذن تغيير مكان والجو مهم جدا وتغيير الوسائل التي تجر إلى المعصية مهم جدا في صدق التوبة وفي الثبات على الصراط المستقيم، وقد قال الله سبحانه وتعالى في محكم آياته: “يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”؛ فأمرنا الله سبحانه وتعالى أن نتجنب مواطن السوء والأماكن التي تجرنا إلى المعاصي، وأن نكون مع الصادقين أهل الطاعة والاستقامة.