الشاكر والشكور من أسماء الله الحسنى. قال سبحانه: “ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم” ]البقرة:158].
وقال تعالى: “وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور” [فاطر:34]. وقال سبحانه: “إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم” [التغابن:17].
ومعنى الشاكر والشكور: الذي يتقبل أعمال عباده –ولو كانت يسيرة-ويرضاها ويجازيهم عليها الأجر العظيم.. فهو يعينهم على أعمالهم، ويثني عليهم بها، ويثيبهم بالثواب العاجل والآجل، من نور القلب، وزيادة الإيمان، وقوة البدن، والبركة في الحياة، وفوق هذا كله يجازيهم أعظم الجزاء يوم القيامة، برضاه عنهم، وتكفير سيئاتهم، ورفعة درجاتهم، ودخولهم دار النعيم، ولذا فالآيات التي وردت فيها هذه الأسماء الكريمة جاءت في معرفة الثواب والجزاء على العمل، قليلاً كان أو كثيراً.
قال الشيخ السعدي: “ومن شكره لعبده أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. ومن تقرب منه شبراًتقرب منه ذراعاً، ومن تقرب منه ذراعاً تقرب منه باعاً، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، ومن عامله ربح أضعافاً مضاعفة”.
فسبحان من دفعه عباده المؤمنين لمرضاته، ثم شكرهم على ذلك بحسن ثوابه وجزيل عطائه، منه وفضلاً لاحقاً عليه واجباً، بل هو الذي أوجبه على نفسه جودًا أو كرماً، ولا شك أن هذا مما يدفع العبد إلى مزيد من العمل الصالح والتقرب إلى ربه بمرضاته، لأنه يوقن أنه إنما يتعبد إلى رب يجازي الحسنة بعشر أمثالها جواداً كريمًا، ولا يؤاخذ بالجريرة ولا يهتك الستر.