وردت عدة أحاديث في فضل سورة يس ، أكثرها مكذوبة موضوعة ، وبعضها ضعيف ضعفا يسيرا ، ولم نقف على حديث صحيح مخصوص في فضل سورة ( يس ) .

فمما ورد من فضل سورة يس يضعفه أهل العلم بالحديث – وإنما نسوقه هنا للتنبيه عليه – :
( إن لكل شيء قلبا ، وقلب القرآن ( يس ) ، من قرأها فكأنما قرأ القرآن عشر مرات )
( من قرأ سورة ( يس ) في ليلة أصبح مغفورا له )
( من داوم على قراءتها كل ليلة ثم مات مات شهيدا )
( من دخل المقابر فقرأ سورة ( يس ) ، خفف عنهم يومئذ ، وكان له بعدد من فيها حسنات )

يقول الشيخ ابن باز – رحمه الله تعالى – أن قراءة سورة يس لقضاء الأعمال بدعة والأحاديث الواردة عن سورة يس ضعيفة واقربها للصحة حديث اقرءوا على موتاكم يس ولكن ضعفه جماعة، وقراءة يس على المختصر حسن.

ويقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله تعالى – وما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اقرءوا على موتاكم يس». والقراءة هنا ليست بعد موته؛ لأنه لا يستفيد منها شيئاً، وإنما يستفيد منها إذا كان قد حضره الأجل، فقرأت عنده، وهو يسمع فإن ذلك قد يشرح صدره بعض الشيء بما ذكر الله فيها من حصول الإيمان وفضيلته للمؤمن ومآله، حيث ذكر الله تعالى أنه قيل للرجل الداعي إلى الله الذي قال: يا قوم اتبعوا المرسلين. قيل له: ادخل الجنة. قال: يا ليت قوم يعلمون بما غفر لي وجعلني من المكرمين، وأما بعد خروج الروح فإنه لا يقرأ عليه شيء لا الفاتحة ولا يس، وكذلك بعد الدفن لا يقرأ عليه شيء لا الفاتحة ولا يس، وأقصى ما جاء في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، وقال: «استغفروا لأخيكم، واسألوا له التثبيت؛ فإنه الآن يسأل».

فالميت إذا مات فإن أفضل ما نهديه إليه أن ندعو الله له بالمغفرة والرحمة، وأن يفسح له في قبره، وأن يوسع له فيه، وينور له فيه، وأن يدخله الجنة، ويعيذه من النار، وأن يتجاوز عن سيئاته إلى غير ذلك من الدعاء النافع الذي ينتفع به الميت.

وفي نهاية المطاف يبقى لنا أن نقول أن قراءة أي سورة من سور القرآن كلها فيها خير، ومن يلجأ إلى الله تعالى بقراءة ما تيسر من سور القرآن الكريم سوف يذهب الله بها همه ويريح بها قلبه.