الله سبحانه وتعالى هو خالق المكان والزمان وقد فضل الله بعض الأزمنة على بعض، كما فضل بعض الأمكنة على بعض، ويوم الجمعة فضله الله على سائر أيام الأسبوع، ولذا يستحب إحياء ليله بالذكر والدعاء وقراءة القرآن وبخاصة سورة الكهف، ولكن تخصيص ليلة الجمعة بصلاة يقرأ فيها شيء معين فهذا لم يصح فيه حديث عن رسول الله ﷺ.
يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان -أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر
يوم الجمعة من الأيام الفاضلة، بل هو أفضل أيام الأسبوع، لحديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ ﷺ ـ “خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أهبط منها، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي فيسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه إياه” قال أبو هريرة فلقيت عبد الله بن سلام فذكرت له هذا الحديث، فقال: أنا أعلم بتلك الساعة، فقلت أخبرني ولا تضنن بها علي؟ قال: هي بعد العصر إلى أن تغرب الشمس، قلت: فكيف تكون بعد العصر، وقد قال رسول الله ـ ﷺ ـ لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام: أليس قد قال الرسول ـ ﷺ: “من جلس مجلسا ينتظر الصلاة فهو في الصلاة؟ قلت: بلى، قال: فهو ذلك.
هذا ما ورد في فضل الصلاة والدعاء في يوم الجمعة، أما ليلة الجمعة فقد ورد في فضلها حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ ﷺ: “من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور، ما بينه وبين البيت العتيق” رواه الدارمي موقوفا على أبي سعيد، والأكثرون على توثيقه، وبقية الإسناد ثقات.
كما أخرج الترمذي عن أبي هريرة في فضل ليلة الجمعة، قال: قال رسول الله ـ ﷺ: “من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له” إلا أنه قال بعد إخراجه له: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة.
كما نقل الإمام المنذري عن الأصبهاني الحديث بلفظ “من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك” وراه الطبراني والأصبهاني أيضا من حديث أبي إمامة ولفظهما: قال: قال رسول الله ـ ﷺ: “من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة”.
ويتضح من ذلك أن الحديث الوارد في صلاة خاصة ليلة الجمعة يقرأ فيها بسورة خاصة حديث ضعيف، ولا بأس من العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
إن ليلة الجمعة ليلة فاضلة، ولا بأس من إحيائها أو إحياء بعضها بأنواع الطاعات من الذكر وقراءة القرآن والصلاة، لكن دون التزام صلاة معينة أو قراءة سورة محددة إلا سورة الكهف، وذلك للنهي الوارد عن تخصيصها بعبادة معينة.
والله أعلم