سمي إتيان الذكر للذكر لواطاً نسبة إلى قوم لوط لأنهم أول من فعل ذلك كما قال تعالى على لسان نبيهم لوط عليه السلام (مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ) فالنسبة عائدة إلى قوم لوط، وليست عائدة على نبي الله لوط، وهناك فرق شاسع بين الاثنين.
وقد جاء ذكر اللواط في القرآن باسم الفاحشة، وفي السنة ب(عمل قوم لوط) قال تعالى في سورة الأعراف: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ)
وفي السنة أخرج أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وهو في صحيح الجامع أن النبي ﷺ قال :” من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به
جاء في لسان العرب لابن منظور:
لاطَ الرجلُ لِواطاً ولاوطَ أَي: عَمِل عَمَل قومِ لُوطٍ.
قال الليث: لُوط كان نبيّاً بعثه اللّه إِلى قومه فكذبوه وأَحدثوا ما أَحدثوا، فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فَعَل فِعْلَ قومِه.أهـ
وهذا التركيب( قوم لوط) تركيب إضافي، والقاعدة في النسب إلى المركب الإضافي أنه ينسب إلى صدره إذا أمن اللبس، فإن لم يؤمن اللبس نسب إلى عجزه.
وإلى هذا أشار ابن مالك في ألفيته:
وانسب لصدر جملة و صدر ما * ركب مزجاً ولثـان تممــا
إضافة مبدؤة بابــن أو أب * أو ما له التعريف بالثاني وجب
وعلى هذا قيل لمن يأتي الذكر (لواط) نسبة إلى قوم لوط، وليس إلى نبي الله لوط؛ لأن صدر المركب (قوم) يشترك فيه الكثير ففيه لبس إذا قيل قومي، ولهذا جاءت النسبة إلى العجز، وهو (لوط).
أما كيف اشتق هذا الفعل من اسم نبي الله لوط، فإننا نقول إنه قد اشتق منه باعتباره الناهي عن هذا الفعل الزاجر له.
جاء في مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني:
وقولهم: لوط فلان: إذا تعاطى فعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق؛ فإنه اشتق من لفظ (لوط) الناهي عن ذلك.