ليس هناك مانع من أن يمزح المسلم مع إخوانه، أو مع أهله، بل قد يثاب على ذلك، ولكن بشرط أن يخلص النية فيه لله تعالى، وألا يمزح بما يخالف الشرع، أو يسقط المهابة، أو ما فيه سخرية من الآخرين.
يقول الدكتور رفعت فوزي رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية دار العلوم : روت عائشة عن رسول الله ـ ﷺ ـ أنَّه قال: “إني لأمْزح ولا أقول إِلاّ حَقًّا.
مزاح النبي ﷺ:
وأتاه ـ ﷺ ـ رجل فقال احملني. يعني أعطني ناقةً أركبها وأحمل عليها أمْتعتِي. فقال له ـ ﷺ ـ إنّا حاملوك على ولدِ ناقة. فقال الشيخ: وما أصنعُ بولد الناقة. فقال: وهل تلِد الإبلُ إلا النوقَ.
والمُزاح هو الانبساط مع الغير من غير إيذاء له، وبهذا يفارق المُزاح الهَزْل والسُّخرية.
وهذا يشير إلى ما ينبغي أن يكون عليه المُزاح، ينبغي ألا يضحكَ الآخرين عن طريق السخرية بالناس أو ذكر بعض النقائص الخلقية أو الخلقيّة فيهم كما ينبغي ألا يكون فيه كذِب أو ترويع، أو كل ما يُؤذِي المؤمِن سواء أكان حاضرًا أو غائبًا.
وإذا كانت المداعَبة أو المزاح قد صدرَا عن رسول الله ـ ﷺ ـ فإنه لا يُنافِي الكمال، بل هو من توابِعه، ومُتمِّماته إذا كان ذلك جاريًا على القانون الشرعي، أي لا يَتنافى مع أدب الشرع ومُباحاتِه.
وذلك بأن يكون على وَفق الصدق والحقِّ، ويقصد تألُّف القلوب وجبرها وحُسْن المعاشرة وإدخال السرور والرِّفق، وهذا ما كان يفعله ـ ﷺ ـ بمُزاحه.
المنهي عنه من المزاح:
وعلى هذا فلا بأس بالمزاح في حدود أدب الشَّرع ووقار المؤمن ورزانته، ومهابته ممّا سبق تفصيلُه.