النفس تطلب حظها من الترفيه حتى لا تمل، وذلك لأن الإسلام أباح الترفيه والترويح عن النفس، ومن الأدلة على جواز ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما: أن الحبشة كانوا يلعبون بحرابهم عند النبي ﷺ في المسجد، فدخل عمر رضي الله عنه فأهوى إلى الحصى فحصبهم بها، فقال: له النبي ﷺ: دعهم يا عمر.
وألعاب الكمبيوتر لا بأس بها إذا لم تشتمل على حرام، ولا تؤدي إلى حرام، ويشترط أيضا أن يضبط كل ذلك بالضوابط الشرعية، كأن لا يلهي عن ذكر الله، ولا عن الصلاة أو أي فرض آخر فإذا اشتملت على حرام: كصور عورات، أو صلبان، أو ما فيه تمجيد لعقيدة الشرك والمشركين، أو أدت إلى حرام كإضاعة واجب، أو تفريط في حق، أو إلى قطيعة مع أحدهم، فتحرم حينئذ لما تؤدي إليه.
فهناك مجموعة من الألعاب تحرم للفساد الذي تؤدي إليه يذكر بعضها د. سعد الشثري ـ من علماء السعودية فيقول:
– الألعاب التي تصور حروبا بين أهل الأرض الأخيار وأهل السماء الأشرار، وما تنطوي عليه مثل هذه الأفكار من اتّهام الله تعالى أو الطعن في الملائكة الكرام .
– الألعاب التي تقوم على تقديس الصّليب وأنّ المرور عليه يعطي صحة وقوة، أو يعيد الروح، أو يزيد في الأرواح بالنسبة للاعب ونحو ذلك، وكذلك ألعاب تصميم بطاقات أعياد الميلاد في دين النصارى .
– الألعاب التي تقرّ السّحر أو تمجّد السّحرة .
– الألعاب القائمة على الحقد على الإسلام والمسلمين، كاللعبة التي يأخذ فيها اللاعب إذا قصف مكة 100 نقطة وإذا قصف بغداد خمسين وهكذا .
– تمجيد الكفار وتربية الاعتزاز بهم، كالألعاب التي إذا اختار فيها اللاعب جيش دولة كافرة يُصبح قويا، وإذا اختار جيش دولة عربية يكون ضعيفا، وكذلك الألعاب التي فيها تربية الطّفل على الإعجاب بأندية الكفّار الرياضية، وأسماء اللاعبين ليسوا مسلمين .
– الألعاب المشتملة على تصوير للعورات المكشوفة، وبعض الألعاب تكون جائزة الفائز فيها ظهور صورة عارية، وكذلك إفساد الأخلاق في مثل الألعاب التي تقوم فكرتها على النجاة بالمعشوقة والمحبوبة والصديقة من الشرّير أو التنّين .
– الألعاب القائمة على فكرة القمار والميسر .
– الإضرار بالجسد: كالإضرار بالعينين، أو الأعصاب، وكذلك المؤثّرات الصوتية الضارة بالأذن، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنّ هذه الألعاب تُحدث إدمانا وإضرارا بالجهاز العصبي، وتُسبّب التوتّر والعصبية لدى الأطفال.
– التربية على العنف والإجرام، وتسهيل القتل وإزهاق الأرواح كما في لعبة دووم المشهورة .
– إفساد واقعية الطّفل بتربيته على عالم الأوهام والخيالات والأشياء المستحيلة، كالعودة بعد الموت، والقوّة الخارقة التي لا وجود لها في الواقع، وتصوير الكائنات الفضائية ونحو ذلك .
وقد توسّعنا في ذكر الأمثلة على المخاطر العقديّة، والمحاذير الشرعية؛ لأنّ كثيرا من الآباء والأمّهات لا ينتبهون لذلك فيجلبونها لأولادهم ويلهونهم بها . أهـ
وننوه إلى أن هذه الألعاب إذا خلت مما يمنعه جاز اللعب بها، ويستحسن أن يكون ذلك الترفيه مما يفيد وينفع نفعا معتبرا شرعا، كرياضة ذهنية، أو بدنية، أو اكتساب خبرات مفيدة، فإذا كانت هذه الألعاب من هذا النوع، ومضبوطة بضوابط الشرع جازت.