صيام ثلاثة أيام آخر شهر شعبان، هذا يكره لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الصيام بعد نصف شعبان، ويستثنى من ذلك من كانت له عادة سابقة، فله أن يتابع؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام لما نهى عن صيام يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان استثنى من النهي فقال:”إلا أن يوافق صوما يصومه”، فمن كان معتادا على صيام الإثنين والخميس وصادف أن يكون أخر يوم من شعبان فلا حرج، وكذلك من اعتاد على صيام الأيام الأخيرة التي ذكرت في النص باسم “سرر شعبان” فلا حرج في ذلك إن شاء الله.

يستحب إكثار الصيام في شهر شعبان، وقد ورد أن النبي كان يصوم شعبان كله.

روى أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ إِلا أَنَّهُ كَانَ يَصِلُ شَعْبَانَ بِرَمَضَانَ.

ظاهر الحديث أن النبي كان يصوم شهر شعبان كله.

لكن ورد أن النبي  كان يصوم شعبان إلا قليلا. روى مسلم عَنْ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ: سَأَلْتُ عائشة رضي الله عنهاعَنْ صِيَامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ صَامَ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلا قَلِيلا.

أما عن صلاة الاستسقاء في آخر يوم من شعبان فلم يرد فيها شيء، ولكن تبقى على أصل المشروعية على أن لا يعتقد أن لهذا اليوم -أي آخر يوم من شعبان- خصوصية.