عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “من صلَّى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حِجة وعُمرة” قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ “تامة تامة تامة” رواه الترمذى وقال حديث حسن غريب أي رواه راوٍ واحد فقط.

وجاءت رواية أخرى عن أبي أُمامة بإسناد جيد للطبراني بهذا الثواب، كما جاءت روايات فيها مقال لكن تُقبل في فضائل الأعمال بهذا الثواب وبغيره، والثابت كما رواه مسلم وغيره أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلَّى الصبح جَلَسَ يذكر الله حتى تطلع الشمس.

من هنا نعلم فضل صلاة الصبح جماعة في المسجد والمُكث فيه مع الاشتغال بذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلاة الضحى التي أقلها ركعتان.

ولا يستبعد أحد أن يكون ثواب ذلك كثواب حِجة وعُمرة، ففضل الله واسع ، يقبل القليل ويعطي الجزيل ولذلك نظائر كثيرة منها:
1 ـ فضل ليلة القدر، فإن قيامها خير من ألف شهر كما نص عليه القرآن الكريم.
2 ـ فضل أداء الفرض في رمضان، فثوابه كثواب سبعين فرضًا في غيره، كما جاء في حديث سلْمان الذي رواه ابن خزيمة في صحيحه.
3 ـ قراءة (قل هو الله أحد…) تعدل قراءة ثلث القرآن كما رواه مسلم وغيره.
4 ـ النفقة في سبيل الله يضاعفها الله (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة: 261).
5 ـ روى البخاري ومسلم وغيرهما أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولدِ إسماعيل”.
6 ـ روى البخاري ومسلم وغيرهما أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم” وغير ذلك في الشريعة الإسلامية، يكون العمل قليلاً ويكون ثوابه كبيرًا ما دام مُسْتكملاً لأركانه وشروطه مع الإخلاص لله سبحانه. وهذا تشجيع على الإقبال على طاعة الله بالفعل أو العزم عليه، كما جاء في الصحيح أن من هَمَّ بِحَسَنة ولم يعملها كُتِبَتْ له حَسَنَة، فإن عملها كتبت له عشر حسنات.
وإذا كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أخبر أن العُمرة في رمضان تعدل حِجة معه كما رواه مسلم فليس معنى ذلك أنها تكفي عن الحج إذا كان قادرًا عليه، بل لابد من أدائه، وكذلك إذا كانت صلاة الفريضة في رمضان تعدل سبعين فريضة فيما سواه.

فليس معنى ذلك أن من ترك سبعين صلاة تكفي عنها صلاة واحدة في رمضان، بل لابد من قضاء كل ما فات، وكذلك إذ صحَّ الحديث كما رواه مسلم أن الصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ، فليس المُراد أن الصلاة الواحدة تكفي عن ألف صلاة تركها، ومثل ذلك ما رواه أحمد وابن ماجه بإسنادين صحيحين أن الصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه لا يعني أن يهمل الإنسان في الصلاة سنوات طويلة ثم يعوِّض كل ما فات بصلاة واحدة أو أكثر قليلاً في المسجد الحرام.