صدق الرؤيا واقع بالتجربة وثابت بالكتاب ، ولكن ما يصدق منها قليل جدًّا ، ولا يقع إلا للأقل من الناس , وهو لا يُعلم إلا بعد ظهور تأويله بالفعل , كما وقع لمن رأى في شهر يوليو سنة 1903 تلك الرؤيا للشيخ علي يوسف , وكتب بها إليه , وكان في باريس , وهي أنه تزوج فكان لزواجه نبأ ولغط , وحكم القاضي ببطلان العقد , وطفق الشيخ علي يسعى ويتخذ الوسائل لدى الحكومة وبعض النظار .
وقد أجاب الشيخ علي يوسف صاحب الرؤيا بكتاب من باريس يذكر فيه تأويلاً لها يصرفها عن ظاهرها ، ولكنها وقعت بعد سنة كما رآها الرائي , وكتابه محفوظ عند الشيخ علي , وكتاب الشيخ علي في تأويلها محفوظ عنده .
وقد قال الصوفية :إن الرؤيا الصالحة تسرّ ولا تغرّ , فلا يجوز لأحد الاعتماد عليها والثقة بها.
وقال أهل الشرع : إن الرؤيا لا تعتبر شرعًا في إثبات الأحكام أو نفيها .
فلا يجوز لمن سمع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام شيئًا أن يعتد به على أنه من الدين ، وذلك لعدم الثقة بضبط الرائي وحفظه لما رأى ، ولأن الشريعة قد كملت في حياته ﷺ , فلا تحتاج إلى زيادة كما قال تعالى : [ اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ]( المائدة : 3 )