ينبغي على المستفتي أن يلتزم بعدة آداب، أهمها:
1- السؤال عما ينفع كأن يسأل عن واقعة بعينها حدثت له أو لغيره، ولا يسأل عما هو مفترض أو بعيد الوقوع، فقد نهى النبي ـ ـ عن السؤال عن أغاليط المسائل، وقال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ” (المائدة: آية 101) وغضب النبي ـ ـ عمن سأله عن اسم أبيه، وضرب عمر رجلا كان يسأل عن المتشابهات.

2- أن يُحسن صياغة السؤال ولا يخفي من ملابساته شيئا، حتى يأتي حكم المفتي موافقا لحكم الحادثة، فإنما مثل المستفتي مع المفتي كمثل الطبيب مع المريض.

3- أن يتقي الله ويراقبه في فتواه،فيسأل ليعمل بحكم الشرع، ولا يسأل ليتذرع بالفتوى لارتكاب ما حرم الله؛ لأن المفتي كالقاضي يحكم بناء على ما ظهر له، وحكمه لا يحل حرامًا ولا يحرم حلالا.

4- أن يشعر بعد الفتوى بالاطمئنان لذلك قال النبي ـ ـ: “استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك”، فإذا حاكت الفتوى في صدره كان ذلك كافيًا في عدم الاطمئنان إليها، وعلى المستفتي أن يبحث عن أسباب ذلك ويعالجه.

5- أن يستفتي أهل العلم لقوله تعالى: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ” (النحل: آية 43)، وأهل الذكر هم العلماء الفقهاء الذين يعرفون أحكام الشرع، ويعرفون وقائع الناس، وينزلون أحكام الشرع على تلك الوقائع.

6- أن يختار من أهل العلم أكثرهم ورعا وأشدهم تقوى؛ فإن تعددوا اختار من بينهم، وإلا فمن تيسر.