لا يعارض الإسلام الترفيه عن النفس، ولا السفر للسياحة والاطلاع على معالم الأماكن المهمة، فالمعرفة طريق مفتوح للإنسان ، ولكن مع الضوابط.

وهذه الضوابط ألا يتعرف الإنسان على شيء يعارض خلقًا من أخلاق الإسلام، أو يعارض حكمًا شرعيًّا، أو يتنافى مع ما يأمر به الشرع الشريف، فيجب على الإنسان أن يعرض عن كل ما يغضب الله، وعما يتعارض مع ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله --، وأن يكون هذا الذي يرفِّه عن نفسه برحلة أو سفر أن يكون ملتزمًا بالأحكام الشرعية، وأما وجود فتيات ووجود شبان في الرحلة، وهم غير ملتزمين، فالواجب شرعًا أن يلتزم الفتى وأن تلتزم الفتاة في مثل هذه الرحلات بتعاليم الإسلام.

بمعنى أن تكون الفتاة محجبة ملتزمة بالزي الشرعي، فلا يظهر من جسدها شيء إلا وجهها وكفيها، وبعض الفقهاء يضيف القدمين فقط، مصداقًا لقوله تعالى: ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ )، فإذا التزمت الفتيات بهذا، والتزمن باتباع شرع الله والحديث فيما يكون من طبيعة الرحلة، وألا يتجاوزن وألا ينفرد شاب بشابة، بل يكون اللقاء جماعيًّا وهذا جائز، وأما حين الانفراد فتنفرد الفتيات وحدهن، وينفرد الشبان وحدهم في الأوقات الخاصة كأوقات النوم وغير ذلك، فإذا كان على هذا الالتزام فهذا جائز شرعًا، وعلى الشباب أيضًا أن يكون ملتزمًا بذلك.

أما أن يكونوا غير ملتزمين بشرع الله، فهذا لا يجوز شرعًا ويجب على قائد الرحلة أو على المتكفل بها أو من يقوم بتنظيم الرحلات أن يجعل هؤلاء الفتيان، وهؤلاء الفتيات يلتزم كل فريق بما أمر الله. حتى لا يتعرضوا جميعًا لعقاب الله تعالى. وأن لا يكون مثل هذه الرحلات دعوة للإنفتاح بين الجنسين والاختلاط والفساد بدعوى الترفيه.