يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فضل – الأستاذ بجامعة الأزهر – بقوله :ـ
اعلم أيها المسلم أنَّ أوْلَى الناس بطاعة الرجل هي أمُّه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله ـ ﷺ ـ فقال: يا رسول الله مَنْ أحَقُّ النَّاسِ بحسنِ صَحَابَتي؟ قال: “أمُّك” قال: ثمَّ مَنْ؟ قال: “أمُّك” قال: ثم مَنْ؟ قال: “أمُّك” قال: ثمَّ مَنْ؟ قال: “أبوك” رواه البخاريّ ومسلم.
التوفيق بين بر الأم وحق الزوجة
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فضل: المؤمن كيِّس فَطِنٌ، وأكثر المواقف حاجةً إلى حسن التصرف هي مواقف الجمع بين طاعة الأم وبرِّها وإسعاد الزوجة وإرضائها، ولا تعارض بين هذا وذاك، فلو أنك أيها الزوج أقنعتَ زوجَكَ مِن منطلق الحبِّ أنَّ هذه أمي لها عليَّ ما لأمِّك عليك، تحتاج مني إلى المصاحبة بالمعروف والإحسان إليها، والصبر على أذاها إذا كان هناك أذًى، ومقابلة سوء صنعها بحسن فِعْلٍ يؤدَّى إليها، وإذا كانت مقابلة السيئات الحسنات تُصلح ذاتَ بَينِ الأجانب أفلا تُصلح ذاتَ بَينِ الأم وولدها؟ والمثل في ذلك سيدنا إبراهيم ـ عليه السلام ـ قال له أبوه وهو الكافر صانع الأصنام: (لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) هكذا قال الأب، فأجاب الابن إبراهيم عليه السلام: (سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا).
معاملة الإخوة السيئة
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فضل: أمَّا الإخوة، فإنَّنا ننصح بأن تحسن إليهم رغم إساءتهم لك، ولتذكُرْ أن رجلًا جاء إلى رسول الله ـ ﷺ ـ فقال: يا رسول الله، إنَّ لي قَرَابَةً أصلهم ويقطعوني، وأُحْسِنُ إليهم ويُسِيئُونَ إليَّ، وأحْلُمُ عنهم ويَجهلون عَلَيَّ! فقال: “لئن كنتَ كما قلتَ فكأنَّما تُسِفُّهم الملَّ” أي: كأنَّما تُطعمهم الرَّماد الحارَّ، وهو تشبيه لِمَا يَلحَقهم من الإثم.
نصيحة للأم في التعامل مع زوجة الإبن
يقول فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرزاق فضل: لا يفوتني أن أتَّجِهَ إلى تلك الأم بأن تنظر إلى زوجة ابنها نظرتها إلى بنتها، وأن تَعْلَمَ أن زوجة ابنها حَسَنَةٌ قدَّمها الله ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إلى ابنها في الدنيا، قال الله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ربَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وفسَّر بعض المفسِّرين حَسَنَةَ الدُّنيا بالزوجة الصالحة، فإذا كانت زوجة ابنك حسنةً مِنَ الله تفضَّل بها على ابْنِك فواجب الحسنة الشُّكْر، وليس أدلُّ على الشكر من حُسْنِ المُعَاشَرَةِ وصِدْقَ المَوَدَّةِ والصبر عند الاختلاف. هدانا الله جميعًا لأقوم السُّبُل وأحسنها.