اختلف الفقهاء في جواز إطلاق لفظ السيد على غير النبي -ﷺ- : فذهب جمهورهم إلى جواز إطلاق لفظ “السيد” على غير النبي -ﷺ-، واستدلوا بقول الله تعالى في يحيى عليه السلام : (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران : 39] أي أنه فاق غيره عفة ونزاهة عن الذنوب . وقوله عز وجل في امرأة العزيز : (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) [يوسف : 25] أي زوجها.
ما جاء في السنة عن السيد والمولى:
روي أن النبي -ﷺ- سئل : من السيد؟ قال : يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، قالوا : فما في أمتك من سيد؟ قال : بلى، من آتاه الله مالا، ورزق سماحة، فأدى شكره، وقلت شكايته في الناس.
وبقوله -ﷺ- للأنصار وبني قريظة : “قوموا إلى سيدكم” يعني سعد بن معاذ.
وقوله -ﷺ- في الحسن بن علي -رضي الله عنهما- كما ورد في الصحيحين : “إن ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”. وكذلك كان.
وقوله -ﷺ- للأنصار : “من سيدكم؟” قالوا : الجد بن قيس على أنا نبخله، قال -ﷺ- : “وأي داء أدوى من البخل”
وبقوله -ﷺ- : “كل بني آدم سيد، فالرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها”.
ومنه حديث أم الدرداء رضي الله عنها : حدثني سيدي أبو الدرداء.
وبقول عمر -رضي الله عنه- لما سئل : من الذي إلى جانبك، فأجاب : هذا سيد المسلمين أبي بن كعب -رضي الله عنه-.
وقالوا : إنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في حديث متواتر أن السيد من أسماء الله تعالى؛ ولأن إطلاق لفظ السيد على الله عز وجل لكونه سبحانه مالك الخلق أجمعين، ولا مالك لهم سواه، وإطلاق هذا اللفظ على غير الله تعالى لا يكون بهذا المعنى الجامع الكامل، بل بمعان قاصرة عن ذلك.
هل يجوز قول سيدي ومولاي:
قال بعضهم : إن لفظ السيد لا يطلق إلا على الله سبحانه وتعالى، لما ورد في حديث مطرف الذي سبق ذكره.
وقال الخطابي : لا يقال السيد ولا المولى على الإطلاق من غير إضافة إلا في صفة الله تعالى.
وقال بعضهم : إن لفظ السيد يجوز إطلاقه على مالك العبد أو مالكته. لما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال : “لا يقولن أحدكم : عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوك : ربي وربتي، وليقل المالك : فتاي وفتاتي، وليقل المملوك : سيدي وسيدتي، فإنهم المملوكون، والرب : الله تعالى”.
قال صاحب عون المعبود : كان بعض أكابر العلماء يأخذ بهذا، ويكره أن يخاطب أحدا بلفظه أو كتابته بالسيد، ويتأكد هذا إذا كان المخاطب غير تقي.