النكتة أو الفكاهة شيء من قول أو فعل يقصد به غالبًا الضحك وإدخال السرور على النفس، وينظر في حكمها إلى القصد منها وإلى أسلوبها، فإن كان المقصود بها استهزاء أو تحقيرا مثلاً، أو كان في أسلوبها كذِب مثلا كانت ممنوعة، وإلا فلا وهي تلتقي مع المزاح في المعنى، وقد كان النبي ﷺ يمزَح ولا يقول إلا حقًّا كما رواه أحمد، وجاء في سنن الترمذي: قالوا إنك تداعِبنا، قال:” إي ولا أقول إلا حقًّا” وهو حديث حسن.
ومن حوادثه أن رجلاً قال له: احملني على بعير، فقال ” بل نحملك على ابن البعير” فقال: ما أصنع به ؟ إنه لا يحملني، فقال صلّى الله عليه وسلم:” ما من بعير إلا وهو ابن بعير” رواه أبو داود والترمذي وصححه. ” الأذكار للنووي ص322 ” ( وقيل إن السائل امرأة ) .
وننبِّه إلى الإقلال من النكتة وعدم التمادي فيها، فقد تجر إلى المحرّم، ففي الحديث ” إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا في النار ” رواه الشيخان.
وقال عمر ـ رضي الله عنه ـ : من كثر ضحكه قلتْ هيبته، ومن مزح استُخفّ به. وقال عمر بن عبد العزيز: اتقوا الله وإياكم والمزاح، فإنّه يورث الضغينة ويجر إلى القبيح.
يقول النووي في كتابه المذكور: قال العلماء: إن المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه؛ لأنه يورث قسوة القلب، ويشغل عن ذكر الله، ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء، ويورث الأحقاد، ويسقط المهابة والوقار، وما سلم من ذلك فلا مانع منه فقد كان الرسول يفعله نادرًا للمصلحة وتطييب النفس والمؤانسة، وهذا لا مانع منه قطعًا بل هو سنة مستحبّة إذا كان بهذه الصفة.