المرأة التي تسب أم زوجها وتسيء إليها وتهينها لا شك أنها قد ارتكبت إثماً عظيماً، وقارفت ذنباً جسيماً من أعظم المحرمات وأسوء المخالفات، فالرسول ﷺ يقول: “سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر” متفق عليه. ويقول: “بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم” رواه الترمذي. لا سيما إذا انضم إلى ذلك كونها في حق أم الزوج الذي أوجب الله تعالى طاعته ولزوم أمره.
حكم إساءة الزوجة لأم الزوج:
من المعلوم أن الإساءة إلى الأم إساءة إلى ولدها وإهانة له، لذا فإن الواجب على مثل هذه المرأة أن تسارع إلى التوبة والإنابة إلى الله تعالى، والاعتذار عما فرط منها في حق والدة زوجها، وحق زوجها، ولتعلم أن أذية الأحماء قد سماها الله تعالى بالفاحشة المبينة في تفسير طائفة من العلماء الإجلاء لها بذلك في قوله عز من قائل (إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) [النساء:19] وفي حالة ما إذا لم تكفَّ هذه المرأة عما اعتادته من السب والقذف غير المبرر فعلى زوجها أن يزجرها عن ذلك ويردعها، حتى لو أدى ذلك إلى هجرها، فإن لم ينفع ذلك ضربها ضرباً غير مبرح. فإن هذا هو مقتضى القوامة التي له عليها، لصيانة مكانة الأم.
هل يكفي عدم رضى الزوج باساءة زوجته لأمه:
وعدم رضى هذا الرجل بسب زوجته لأمه لا يكفي وحده، بل لا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة لصيانة مكانة الأم، إما بردع -كما قدمنا- أو بإفراد كل واحدة منهما بمكان وحدها، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
ونصيحتنا للزوجة أن تتقي الله سبحانه وتعالى ، وأن تسعى في إرضاء زوجها وإعانته على بره بأهله وبأمه خاصة ، وأن تشكر نعمة الله في وجود الأسرة والزوج والأولاد، وألا تسعى في ذهاب هذه النعمة ، وأن تعرض مشكلتها وأمرها على أهل العلم والعقل والتجربة ليبينوا لها صوابها من خطئها .
فقد تكون دعوة من الأم لولدها وزوجته وأبناءه سبب في سعادتهم وراحتهم ورزقهم في الحياة الدنيا، وسببا في دخول الجنة.