حج بيت الله الحرام هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو واجب مرة واحدة في العمر على كل مسلم بالغ عاقل إذا استطاع إليه سبيلا، أي إذا كانت له القدرة المادية والصحية على أداء هذه الفريضة.
يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- من علماء السعودية:
بعض العامة يتمسحون بالشباك الذي على الحجرة النبوية ويمسحون بأيديهم وجوههم وصدورهم ، اعتقادا منهم أن في هذا بركة ، وكل هذه الأمور لم يأتي الشرع بها.
لكن إن كان صاحبه جاهلاً ، ولم يطرأ على باله أنه من البدع ، فيرجى أن يعفى عنه إن شاء الله.
وإن كان عالماً أو متهاوناً غير سائل عن أمور دينه ، فإنه يكون آثما.
وعليه فالناس في هذه الأمور التي يفعلونها:
1. إما جاهل جهل مطبق لا يطرأ بباله أن هذا محرم ، فهذا يرجى أن لا يكون عليه شيء.
2. وإما عالم متعمد أن يضل الناس ، فهذا آثم بلا شك وعليه إثم من اتبعه واقتدى به.
3. وإما رجل جاهل ومتهاون في سؤال أهل العلم ، فيخشى أن يكون آثما بتفريطه وعدم سؤاله.
ولكن هذه المحبة لا تكون بتمسيح الجدران، وإنما تكون باتباع النبي عليه الصلاة والسلام، والسير على منهاجه، والعمل بسنته، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وأما مسح الجدران والتمسح بالشبابيك وما إلى ذلك فهذا غير صحيح، ولا يجوز الإتيان به؛ لأنه ما جاء عن سلف هذه الأمة، ولو كان خيراً لسبقوا إليه، لأنهم السابقون إلى كل خير، والحريصون على كل خير، وعلى الإنسان أن يكون متبعاً لا أن يكون مبتدعاً، والاتباع يكون بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتصديق الأخبار، وأن تكون العبادة لله مطابقة للسنة التي جاء بها رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه.
فالتمسح بالأبواب والجدران والشبابيك ونحوها في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، بدعة لا أصل لها، والواجب تركها لأن العبادات توقيفية لا يجوز منها إلا ما أقره الشرع، لقول النبي ﷺ: (ما أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته، وفي رواية لمسلم، وعلقها البخاري رحمه الله في صحيحه جازماً بها: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) .
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه، قال: كان النبي ﷺ يقول يوم خطبته يوم الجمعة: (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)، فالواجب على المسلمين التقيد بما شرعه الله كاستلام الحجر الأسود وتقبيله واستلام الركن اليماني.
ولهذا صح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال لما قبل الحجر الأسود: (إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت النبي ﷺ يقبلك ما قبلتك) .