حفظ القرآن الكريم نعمة من أَجَلِّ النعم ، لأنها حفظ لكلام الله تعالى الذي أنزله هدى للناس وشفاء لما في الصدور.

وتعلم أحكام التجويد أمر مهم ، يترتب عليه تصحيح النطق بالحروف ،وتزيين الأداء ، وتحسين القراءة ، والسلامة من اللحن ، لكن لا نرى التوقف عن الحفظ ، بل يفضل الجمع بين الأمرين ، ويجب الاهتمام بقراءة ما يريد الشخص حفظه أولا قراءة صحيحة ، والأفضل أن يكون بالتلقي عن إحد المشايخ ، فإن لم يتيسر فبالاستعانة بالاستماع له ، وببرامج تحفيظ القرآن وتعليمه على الكمبيوتر ، وفيها تعليم للتجويد أيضا ، ومعلوم أن النبي لم يوجه أصحابه رضي الله عنهم إلى تعلم التجويد قبل القراءة والحفظ ، لكن وجههم إلى أخذ القرآن عن المتقنين كأبي بن كعب رضي الله عنه وابن مسعود رضي الله عنه وغيرهما ، وهذا جمع بين القراءة والحفظ وتعلم التجويد .

ولم تزل عادة الناس في الحفظ هكذا ، يبدأون بحفظ القرآن أولا ،مع الاهتمام بالنطق الصحيح لحروفه ، ومعرفة تشكيله الصحيح ، ثم بعد إتمام حفظه ، أوقطع شوط طيب فيه ، تكون العناية بما عدا ذلك من أحكام التجويد.

فعن عبد الله بن عمرو عن النبي قال : ” يقال لصاحب القرآن : اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها . رواه الترمذي ( 2914 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني في ” صحيح الترمذي ” برقم ( 2329 ) : حسن صحيح ، وأبو داود ( 1464 ) .ومعنى القراءة هنا : الحفظ . ويضاف إلى الحفظ عدم الإخلال بأحكام التلاوة ، خاصة الظاهرة.

حكم حفظ القرآن وتعلم التجويد

حظ القرآن مستحب، والتجويد مستحب، ليس بواجب، والتجويد فيه خير كثير لإحسان لفظ القارئ لقراءة القرآن، يحسن لفظه، وفي الحديث يقول : “زينوا القرآن بأصواتكم” والله يقول: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا) [المزمل:4].

فالتجويد يحصل به تحسين الصوت، وأداء الألفاظ على الوجه الأكمل، وإذا قرأ باللغة العربية، وأعطاه حقه ولو لم يعرف التجويد؛ فلا حرج، لكن إذا عرف التجويد، وتلا بالتجويد، ولم يتكلف؛ كان ذلك أفضل.

هل يجب معرفة قواعد التجويد

معرفة قواعد التجويد ليست واجبة شرعا ولا لازمة لكل أحد، ولكن ينبغي للقارئ أن يكون على إلمام بها وتعلم أحكام التجويد أمر مهم ، يترتب عليه تصحيح النطق بالحروف ، وتزيين الأداء ، وتحسين القراءة ، والسلامة من اللحن

ما هو فضل تعلم التجويد

تعلم التجويد له فضل كبير يجعله أهم العلوم التي يجب على المسلم الاهتمام بها وتعلمها، ومنها:

1 – الاقتداء بالرسول والصحابة الكرام، فقد قرأ الله القرآن مجود على جبريل، وقرأه جبريل عليه السلام على النبي ، ثم قرأه النبي على الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، مما يجعل تعلم التجويد متوافق مع سنة النبي .

2 – تحقيق العبادة لله سبحانه وتعالى، وذلك باتباع أوامر الله، قال تعالى: (ورتل القرآن ترتيلا )، فالتجويد يعين على تحسين التلاوة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

3 – إتقان تعلم القرآن وتجويده يؤدي إلى محبة الله سبحانه وتعالى.