هذه الممارسة إنما يحتاج إليها إذا كان الزوج مصابا بسرعة القذف، وكانت الزوجة مصابة بالبرود الجنسي، فعندئذ تظهر هذه المشكلة ، ويفكر الزوج في استثارتها بوسائل خارجية غير التي يملكها بفطرته.
ولكن هناك طرق أخرى لاستثارة الزوجة، وهي طرق مشروعة بدلا من ولوج المحرمات والمشتبهات ، منها أن تستلم الزوجة ذكر زوجها بيدها، وتتتبع به مناطق الإثارة في الفرج أو غيره، وبتتبعها بذكره هذه المناطق فلا شك أنها ستقع على المناطق التي فيها إثارتها، وبإمكان الزوج أن يتخذ يعض الأدوية التي تبطيء من شهوته ، وتؤخر من قذفه حتى تتمكن الزوجة من الوصول إلى شهوتها ، وهي أدوية موفورة يسأل عنها الأطباء.
وأما عن استثارة الزوجة بنحو الخيار أو المصنوعات التي تشبه الذكر فأمر له أخطاره الاجتماعية حيث ستصل الزوجة إلى درجة تحس فيها أن زوجها لا قيمة له، وأنها تستطيع أن تقوم بأخص خصائصه كرجل فما عليها إلا أن تداعب بظرها بهذه الوسيلة دون حاجة إليه، وفي هذا ما فيه، وسيشعر هو أيضا بهذا الإحساس المدمر الذي سيترك فيه جرحا غائرا أكبر بكثير من إحساسه بالفشل حينما يخفق في إشباعك، وسيريان أنهما كالمستجير بالرمضاء من النار. لكننا بالرغم من إدراكنا لهذا البعد النفسي إلا أنه لا يمكننا الجزم بحرمة استثارة الزوجة بالخيار ونحوه.
عرض هذا الموضوع على فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف، ورفض ذلك ، ونهى عنه، ولم يرخص فيه، وقال:-
فإن الله سبحانه وتعالى شرع ما فيه خير العباد والبلاد في الدنيا والآخرة، وحينما أباح الاستمتاع بين الرجل وامرأته قال تعالى: “وقدموا لأنفسكم”، وعلى هذا فإن الرجل مطلوب منه أن يقدم ما يؤثر على المرأة بإحداث نوع من الإثارة لها، حتى تتمكن من قضاء شهوتها معه، من ذلك أن يقبلها أو أن يلمسها في أماكن حساسة تثير هذه الشهوة عندها، وعلى المرأة أيضًا أن تسعى بسرعة الانفعال مع زوجها، حتى يتحقق لها ذلك، كما أن هناك أعشابًا وأدوات كيميائية تعين الرجل على التأخر في القذف.
وأما هذا الزوج الكريم فنقول له: إن النبي ﷺ قد أخبرنا بأنه على الرجل إذا قضى متعته أن يصبر على بقائه مع زوجته حتى تقضي وطرها كما قضى هو وطره، وإذا كان الأمر سيستدعي استخدام عضو ذكري صناعي؛ فيستطيع الرجل بآلته أن يداعب زوجته في بظرها حتى تقضي وطرها، وهذا هو المشروع، أما استخدام العضو الذكري الصناعي فسيحول الحياة إلى جحيم وسيخسر كل منكما الآخر، وسيترتب عليه مضار أكثر من المنفعة الظاهرية. ولذلك نميل إلى النهي عن استخدامه، ولنا فيما أحل الله فرصة عظيمة.
وأكرر التوصية بأن يقدم الرجل لنفسه عند امرأته بالوسائل المختلفة حتى إذا أيقن أنها قد وصلت إلى حالة من الانفعال والإقبال الجنسي عليه، كان له في هذه اللحظات ما أحل الله بينهما. ونسأل الله أن يمتع كل زوج بزوجته في حدود ما أحل وأن يبعد عنهم ما يؤذيهم.
وللزوج بل عليه أن يكثر من المداعبة الكثيرة، ويسعى لشرود الذهن عند هذه المداعبات حتى يتأخر الأمر عنده، وتحاول الزوجة بإثارة نفسها معه، ويستطيع هذا الزوج بمداعبات بذكره في موضع الجماع، أن يعينه بإذن الله على هذا الأمر وللعلم بالشيء فإن الكثير من النساء يقضين الشهوة دون أن يعرفن ذلك، كما جاءت المرأة للنبي ﷺ وقالت يا رسول الله: هل على المرأة من غسل إن رأت الماء؟ فقال النبي ﷺ: نعم، فتعجبت إحدى أمهات المؤمنين من هذا الأمر؛ لأنها كانت لا تدرك أنه يتم لها ذلك، فاستعيني أيتها الزوجة بالله وأصلحي من حالتك النفسية ومن حالة زوجك، وابتعدي عما تسألين عنه حتى تعيشين في كنف ما أحل الله، ويعينك الله على السعادة من داخلك والرضا بما أنت عليه.