سورة الرعد آية 41
أَوَلَمْ يَرَوْا۟ أَنَّا نَأْتِى ٱلْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِۦ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
قيل في تفسيرها : إن المُراد بالنّقص من أطرافِها هو موت العُلماء والصالحين، فالأطراف هم الأشراف، كما قال ابن عباس والقُشيريّ .
وقيل المراد ما يغلب عليه المسلمون ممّا في أيدي المُشركين كما في رواية عن ابن عباس، وعنه أيضًا هو خَراب الأرض حتّى يكون العمران في ناحية منها.
وقال عطاء بن أبي رَباح : المراد ذَهاب الفقهاء وخيار أهلها، وهو موافِق لرأي لابن عباس. وارْتضاه كثير من المُفسِّرين.
ومعنى الآية : أولم تَرَ قُريش هلاكَ من قبلهم وخَراب أرضِهم بعدَهم، أفلا يخافون أن يَحِلَّ بِهم مثل ذلك. وقيل المراد نقص بركات الأرض وثِمارها، وذلك بجور أهلها، والقرطبي صحّح هذا القول، لأن الظُّلْمَ يُخرب البلاد بِقتل أهلِها وانْجلائهم عنها ورفع البَركة من الأرض .
وما يقال الآن إنه دليل على أن كُرويّة الأرض ليست تامّة، بل هي مُفرطحة من الجانبين فهو غير قطعي. وليس مناسِبًا للمقام حيث تتحدّث الآيات عن وعيد الله للكافرين، وعمّا حدث للماكِرين الكافرين من قبلهم فأولَي أن يفسّر النّقص من أطراف الأرض بإهلاك الكُفّار والجبابرة في أيّة بقعة من بقاع الأرض .