لا يلزم المصلي أن يغيير مكان صلاته من أجل صلاة النافلة، أما الإمام فيستحب له أن يتحول من مكانه حتى لا يظن من يدخل المسجد متأخرا أن الإمام يصلي صلاة الفريضة ولا يصلي النافلة، قال ابن قدامة في المغني:

قال أحمد: لا يتطوع الإمام في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة، وقال: كذا قال علي بن أبي طالب, رضي الله عنه قال أحمد: ومن صلى وراء الإمام فلا بأس أن يتطوع مكانه، فعل ذلك ابن عمر. وبهذا قال إسحاق.

وروى أبو بكر حديث علي بإسناده وبإسناده عن المغيرة بن شعبة : أن النبي قال: { لا يتطوع الإمام في مقامه الذي يصلي فيه بالناس.}

ما حكم تغيير المكان بعد الفريضة:

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

من صلى المكتوبة وأراد أن يتطوع, فإن كان إماما استحب له أن يتحول من مكانه وإن كان غير إمام فهو بالخيار إن شاء تحول, وإن شاء تطوع في مكانه. وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى مشروعية التحول بعد الفرض للإمام وغيره, وهو مروي عن ابن عباس والزبير وغيرهما, إلا أن الشافعي قال: الفصل بين الفرض والتطوع بالكلام يقوم مقام التحول. والحجة في ذلك ما روي عن{ السائب بن يزيد قال: صليت مع معاوية الجمعة في المقصورة فلما سلم الإمام قمت في مقامي فصليت, فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج, فإن رسول الله أمرنا بذلك}.

وقد روى ابن أبي شيبة عن سعيد بن المسيب والحسن أنهما كان يعجبهما إذا سلم الإمام أن يتقدم.

وقد روي ذلك عن ابن عمر وإسحاق,  وإليه ذهب مالك وأحمد , إلا أن مالكا كره للمأموم – أيضا – التطوع بعد الجمعة من غير أن يتحول.

وقد روى عطاء الخراساني عن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله : { لا يصل الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول }.

هل يجوز صلاة الفرض والسنة في مكان واحد:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: رحمه الله تعالى في “الفتاوى الكبرى” والسنة أن يفصل بين الفرض والنفل في الجمعة وغيرها، كما ثبت عنه في الصحيح أنه نهى أن توصل صلاة بصلاة حتى يفصل بينهما بقيام أو كلام، فلا يفعل ما يفعله كثير من الناس يصل السلام بركعتي السنة، فإن هذا ركوب لنهي النبي ، وفي هذا من الحكمة التمييز بين الفرض وغير الفرض، كما يميز بين العبادة وغير العبادة ، ولهذا استحب تعجيل الفطور، وتأخير السحور، والأكل يوم الفطر قبل الصلاة، ونهي عن استقبال رمضان بيوم أو يومين، فهذا كله للفصل بين المأمور به من الصيام وغير المأمور به، والفصل بين العبادة وغيرها، وهكذا تتمييز الجمعة التي أوجبها الله من غيرها” انتهى .