جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان رسول الله ـ ﷺ ـ يرى بالليل في الظُّلمة كما يرى في النهار في الضوء. رواه البخاري .
وروى البيهقي عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان رسول الله ـ ﷺ ـ يرى في الظلماء كما يرى في الضوء.
وقد علّق الزرقاني في شرحه على إسناد الحديث للبخاري فقال: لم أجده فيه، وإنما عزاه السيوطي وغيره للبيهقي في الدلائل، وقال: إنه حسن. قال شارحه: ولعلّه ـ أي الحكم بالحسن ـ لاعتقاده، وإلا فقد قال السهيلي: ليس بقويِّ، ونقل ابن دحية تضعيفه في كتاب ” الآيات البينات” عن ابن شكوال، لأن في سنده ضعفًا فكيف يكون في البخاري.
وحديث البيهقي رواه أيضا ابن عدي وبقيُّ بن مخلد ـ كما في الشفاء ـ وضعفه ابن الجوزي والذهبي. لكنه يعتضد بشواهده فهو حسن كما قال السيوطي.
فالخلاصة أن رؤية النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ في الظلام كالنهار سندها ضعيف أو حسن وذكر الزرقاني أنه ـ صلّى الله عليه وسلم ـ قام ليلة فوَطِئَ على زينب بنت أم سلمة بقدمه وهي نائمة، فبكت، وقد يكون ذلك لبيان أن رؤيتَه في الليل كالنهار ليست في كل الأحوال، وأجاب عنه الزرقاني بجواب آخر من وجهة نظره ” الزرقاني على المواهب ج4 ص83 “.