يجب على المسلم اعتقاده أن خير الهدي هدي محمد ﷺ، وأنه ما من خير إلاَّ وقد دلنا عليه، وما من شرٍّ إلا وقد حذرنا منه، فقد قال ﷺ: “إنه لم يكن نبي قبلي إلاَّ كان عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم. رواه مسلم
ولقد قال أصحاب رسول الله ﷺ: مات رسول الله ﷺ وما طائرٌ يقلب جناحيه في السماء إلاَّ وعندنا من رسول الله فيه خبر.
ويجب أن يعلم كل مسلم أن لا طريق يوصل إلى الله تعالى إلا طريق محمد ﷺ، وهو أول من يفتح باب الجنة، وقد أخبرنا الله في كتابه أنه جعل رسوله ﷺ أسوة وقدوة لمن كان يريد الله واليوم الآخر، فقال سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) [الأحزاب:21].
وكل عبادة يتقرب بها إلى الله عز وجل يجب أن تكون موافقة لما شرعه هذا الرسول ﷺ، فإن كانت مخالفة لما جاء به ردت على صاحبها، كما قال ﷺ:”من عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو رد” رواه مسلم.
وتخصيص البعض أذكار بعينها وبعدد معين لقضاء الحوائج وتفريج الكرب فهذا لم يرد عن رسول الله ﷺ ، والعبادات الأصل فيها الاتباع وليس الابتداع ، فلا تخصيص لفضل ذكر بعينه في أحوال معينة إلا من جهة الشرع وما ورد به الشرع في ذلك هو ما جاء في فضل ملازمة الصلاة على النبي ﷺ فقد جاء فيها جعلها الله سببًا لكفاية العبد ما أهمه في أمر الدنيا وآخرته.
والدليل على الأمرين السابقين حديث أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: “كان رسول الله ـ ﷺ ـ إذا ذهب ربع الليل قام فقال: يا أيها الناس، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، قال أبي بن كعب: فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة فكم أجعل لك في صلاتي (دعائي)؟ قال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: فقلت: فثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، فقلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا يكفي الله همك ويغفر لك ذنبك
وفي رواية عند الطبراني بإسناد حسن: “إذا يكفيك الله ما أهمك في أمر دنياك وآخرتك”.