تأخير صلاة العشاء أمر متروك لظروف الإنسان، فلا مانع منه إن كان لمشقة يصعب معها الصلاة في أول الوقت مع الجماعة، فإن ضمن أنه سيصليها مع الجماعة في وقت متأخر فلا بأس بذلك، وتأخير العشاء لم يواظب عليه الرسول ﷺ ،وإنما تركه تبعًا لظروف الناس.
يقول الشيخ عطية صقر:
يقول النبي ﷺ:” لو لم أشق على أمتى لأمرتهم بتأخير العشاء”والحديث يدل على فضل التأخير لصلاة العشاء عن أول وقتها، وذلك ليتسنى للناس بعد الانتهاء من أعمالهم بعد غروب الشمس أن يجتمعوا ليصلوها فى جماعة معه ﷺ، والحديث رواه أحمد وابن ماجه والترمذى ” لولا أن أشق على أمتى لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه، والنبى ﷺ لم يواظب على التأخير لما فيه من المشقة على المصلين، فأحيانًا كان يعجل، وأحيانًا كان يؤجل، فقد روى البخارى ومسلم عن جابر رضى اللّه عنه: كان رسول الله ﷺ يصلى أحيانًا يؤخرها وأحيانًا يعجل، وإذا رآهم - أى الصحابة - اجتمعوا عجل، وإذا رآهم أبطئوا أخر.
فالأمر متروك للظروف، ووقت العشاء يدخل بمغيب الشفق الأحمر، وينتهى بطلوع الفجر، ووقت الاختيار هو ثلث الليل أو نصفه، ووقت الجواز ممتد حتى طلوع الفجر، فقد روى مسلم أنه ﷺ قال ” أما إنه ليس فى النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجىء وقت الصلاة الأخرى” وهذا الحديث يدل على كل أوقات الصلوات المفروضة ما عدا صلاة الصبح فإن وقتها ينتهى بطلوع الشمس لا بوقت الظهر وذلك بالإجماع.