يقول فضيلة الشيخ علي أبو الحسن ـ رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر :
إن الله تعالى عادل بصير، وطاقة الانسان قابلة للاستعمال في الخير والشر، وكل ابن آدم خطاء فليسوا بملائكة يسكنون السماء، ومن يعمل منهم مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرة يره ولا يظلم ربك أحدا، وهناك ميزان توزن به أعمال الانسان في يوم الحساب، والميزان حين ينادي الحق ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون.
ومن الطبيعي أن يكون هناك حسنات وسيئات لكل إنسان، فللحسنات ميزانها وللسيئات ميزانها، ونخلص من هذا الى أن الميزان الدقيق من خلاله يتقرر مصير الانسان الى جنة أم إلى نار.
أما بر الوالدين فهو فريضة مقررة ربما يكون التجاوز عن الخطأ في كل فريضة في تركها أو اهمالها، ولكن هذه واحدة من ثلاث لا بديل عنها ولا اعفاء منها ولا ترخص فيها، يقول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة ليس لأحد من الناس فيهن رخصة أولها بر الوالدين ولو كانا كافرين (أي ولو كان كلاهما كافرين)، وأداء الآمانة ولو لغير مسلم، والوفاء بالعهد ولو لكافر، وقد يكون من رضا الوالدين رضا الله عن الانسان فيتجاوز عن خطاياه، ماعدا حقوق العباد فإن الله لا يعفوا حتى يعفو صاحب الحق، لقول رسول الله ﷺ اذا خلص المؤمنون من النار (أي بعد الحساب) حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار يتقاضون فيها مظالم كانت بينهم فيمسك المظلوم أو صاحب الحق بصاحبه ويقول يا رب سل هذا فيما ظلمني فيأخذ هذا من حسناته فاذا فنيت أخذ من سيئات المظلوم فطرحت عليه فطرح في النار، الا أن يقول الله له خذ بيده فأدخله معك الجنة.