لقد أمكن في السنوات الأخيرة من القرن العشرين الميلادي حفظ المني في بنوك خاصة تحت درجة حرارة متدنية جداً ( – 196ْم ) لاستخدامـها فيما بعـد في عمليات التلقيح.
غير أن المجامع الفقهية المختلفة لم توافق على إنشاء بنوك النطف هذه في البلدان الإسلامية ، لما ينطوي عليه إنشاؤها من مفاسد واختلاط بالأنساب ، ومنعت الاحتفاظ بالمني من الزوج منعاً باتاً واشترطت أن يتم التلقيح الاصطناعي بالمني مباشرة بعد أخذه من الزوج ، دون الاحتفاظ به في مثل تلك البنوك درءاً للمفاسد المحتملة من حفظه.
ومن هذه المفاسد على سبيل المثال تلك القضية الشائكة التي أثيرت مؤخراً في أحدى البلاد الأجنبية ، بسبب تلقيح إحدى النساء بمني زوجها المحفوظ في بنك للنطف بعد وفاة الزوج بخمس سنوات، وقد أثارت هذه الواقعة الرأي العام ، وعارضها أهل القانون والكنيسة ، لما ترتب عليها من إشكاليات قانونية واجتماعية كبيرة.