النظر للمحرمات في نهار رمضان ذنب عظيم في شهر عظيم، كان المفترض فيه أن تكون أيها المسلم بين يدي المحراب والمصحف ، أن تكون في محرابك باكيا ضارعا إلى الله أن يعفو عنك ، ,أن يقبلك في الصالحين ، وأن يتجاوز عن سيئاتك.
كان المأمول منك –ونحن في شهر يصوم فيه الأطفال- أن يطلع الله عليك فيجدك ضارعا باكيا ، خاشعا ذليلا كسيرا ، يؤرقك ذنبك ، وتنغصك معصيتك.
أما علمت أن المحروم من حرم خير هذا الشهر ؟؟ أما علمت أن الشقي من خرج عنه رمضان فلم يغفر له.
لا زالت الفرصة أمامك أيها المسلم سانحة مادمت على قيد الحياة، قم وتب إلى الله ، وصل واضرع ، وادع ، وابتهل، وادعه دعاء الخاضع الذليل، دعاء من خضعت له رقبته ، وذله له أنفه، واسأله المغفرة، فإنه سبحانه واسع المغفرة، قابل التوب وغافر الذنب.
أما عن صيام من وقع في هذه المحرمات فقد اختلف العلماء هل يجب عليه القضاء أم لا .
نزول المني أو المذي بسبب النظر إلى المحرمات في رمضان
جاء في الموسوعة الفقهية :-
ذهب الحنفية والشافعية إلى : أن إنزال المني أو المذي عن نظر وفكر لا يبطل الصيام , ومقابل الأصح عند الشافعية أنه : إذا اعتاد الإنزال بالنظر , أو كرر النظر فأنزل يفسد الصيام . وذهب المالكية والحنابلة إلى : أن إنزال المني بالنظر المستديم يفسد الصوم ; لأنه إنزال بفعل يتلذذ به , ويمكن التحرز منه . وأما الإنزال عن فكر فيفسد الصوم عند المالكية , وعند الحنابلة لا يفسده لأنه لا يمكنه التحرز عنه. انتهى.
النظر للنساء بشهوة في رمضان
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
يحرم النظر إلى النساء في رمضان وغير رمضان ، وإذا كان بشهوة كان التحريم أشد؛ لقول الله سبحانه: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) الآية ، ولأن إطلاق النظر من وسائل وقوع الفاحشة ، فالواجب غض البصر مع الحذر من أسباب الفتنة ، ولكن لا يبطل الصوم إذا لم يخرج منه مني ، أما من أمنى فإنه يبطل صومه، وعليه قضاؤه إن كان فرضا ” انتهى
عقوبة النظر للنساء للصائم
لا شك أن المتهاون في أمر الله – وخاصة في رمضان – قد تعرض بذلك إلى غضب الله وعقابه ، وأضاع على نفسه مواسم الخيرات والطاعات ، في غير ما يرضي الله جل جلاله ، وكفى بذلك خيبة وخسارة .
والصيام إنما شرع لتحصيل التقوى ، كما قال سبحانه وتعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة/ 183 .
ولا نعلم لهذه المعصية عقوبة خاصة في الآخرة ، بل هي من اللمم الذي يصيبه العبد ، وهو أقرب إلى العفو بشرط أن لا يصر عليه الإنسان ، ويكون محافظا على الصلاة ، مجتنبا للكبائر .