يقول الشيخ عبد الباري الزمزمي عضو رابطة علماء المغرب:
المقصود من تربية الخنزير والعناية به إعداده لأكله، وذلك عمل محرم في الإسلام، فقد لعن النبي ﷺ في الخمر عشرة وما شربها منهم إلا واحد والتسعة عملوا في إعدادها له وهم بائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها ..إلخ كما لعن النبي ﷺ ـ أيضا ـ آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه.
هل يجوز العمل في تربية الخنزير
الخنزير -خاصة- شرع الإسلام قتله وإتلافه كما أفاد حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال : “والذي نفسي بيده يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية” …الحديث(رواه الشيخان).
وتربية الخنزير ورعايته عمل مضاد لحكم الشرع، على أن العمل في تربية الخنزير هو أصلا من التعاون على الإثم الذي قال فيه عز وجل: (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ، وفيه نصوص كثيرة من القرآن والسنة.أ.هـ’
ما الحكمة من تحريم لحم الخنزير
يقول فضيلة الشيخ عطية صقر -رحمه الله تعالى -:
جاء في التعليق على “المُنتخب في تفسير القرآن الكريم” الذي نشره المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوَزَارَة الأوقاف المصرية “ص 145” عند تفسير قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) (سورة المائدة : 3) في بيان الحِكْمَة في تَحْرِيم أَكْل لَحْمِ الخنزير أنه مُعَرَّض للإصابة بعدد كبير من الطُّفيليات التي تصيب الإنسان، وأهمها:
1 ـ الحيوان الأولى الهَدبى المُسمى “الأنتديوم كولاى” المُسَبِّب للزحار ومصدره الوحيد للإنسان هو الخنزير.
2 ـ الوَشَائع الْكَبدية والمَعوية في الشرق الأقصى، وخاصة وَشِيعة الأمعاء الكبيرة “فاسيلوبس بوسكاى” الواسعة الانتشار في الصين، ووشائع الأمعاء الصغيرة التي تُصيب الإنسان في البِنْغال وَبُورْمَا وآسام، ووشِيعة الكبد الصينية “كلورنوكس سينتسز” المُنتشرة في الصين واليابان وكوريا على الخصوص، ويُعتبر الخِنْزير العائِل الخازِن الرئيسي لهذه الطفيليات.
3 ـ دودة لحم الخنزير الشريطية “تيناسوليوم” والدورة الطبيعية لها أن تنتقل بويضاتها من الإنسان إلى الخنزير، حيث تكون أَجِنَّتُهَا ديدانًا مَثانية في لَحمه، ثم تنتقل إلى آكِل هذا اللَّحم فتنمو الدودة الشريطية البالِغة في أمعائه وهكذا، وهذه إصابة غيرُ خطيرة في المُعتاد.
4 ـ الدودة الشعرية الحَلزونية “تريكتيلا سبيرالس” وأَعْرَاضُهَا الْخَطيرة مُتَرتبة عَلَى انتشار يَرَقَاتِهَا في عضَلات الْجِسْمِ، وأَعْرَاضُ الإصَابَةِ بها شديدة مُتنوعة، منها اضطرابات معوية وآلام روماتيزمية وصعوبة التنفس والتهاب المُخ والنُّخاع الشوكي والأمراض العصبية والعقلية المُترتبة على ذلك التَّسمم، وفي الإصابات القاتلة تحدث الوفاة بين الأسبوعين الرابع والسادس في مُعظم الأحوال.
5 -يُزاد عَلَى هَذَا كُلِّه أن دهن الخنزير مُخْتلف تمامًا في درجة تشبُّعه عن الزيوت والدُّهون الحيوانية الأخرى فصلاحيته للغذاء موضع شك كبيرة، وينصح الأستاذ “رام” عالم الكيمياء الحيوية الدانمركي الحاصل على جائزة نوبل، بعدم المُداومة على تناوله، حيث ثبت بالتجربة أنه من أهم ما يُسبب حصى المَرارة وتصلُّب الشرايين وبعض أمراض القلب الأخرى.