يجوز العمل في القنوات الفضائية، على العاملين في هذه القنوات، أن يقوموا بواجبهم نحو دينهم، فإن كانت هناك بعض المعاصي فعليهم القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
حكم العمل في القنوات الفضائية؟
يقول الشيخ خالد عبد الله القاسم علماء السعودية:
إن الوسائل الإعلامية لاسيما القنوات الفضائية لها أثر كبير على الناس، وإن المصلحين يتحتم عليهم خوض هذه الوسائل الفعالة المؤثرة لإبلاغ الرسالة، وإصلاح الأحوال، أو في أقل الأحوال تخفيف المفاسد وزيادة المصالح، فهم أحق الناس باستخدامها.
أما إن لم يكن الهدف الإصلاح أو لم يكن للعامل فيها دور إصلاحي مفيد فإن الأمر يختلف باختلاف القنوات، فإن القنوات التي يغلب عليها المنفعة فلا بأس بالعمل فيها، بشرط ألا يخدم في البرامج الفاسدة، وإن غلبت المضرة فيشترط للعامل أن يعمل في الأمور المفيدة، وأن يكون ساعياً للإصلاح قدر الإمكان، أما إن لم يكن له تأثير إيجابي، أو لا يتاح له ذلك؛ فلا يجوز له البقاء في تلك القنوات الفاسدة، بل هو من التعاون على الإثم والعدوان وقد قال سبحانه : “وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” (المائدة: 2).
ومن الفساد المنهي عنه العمل في هذه القنوات، وقد قال سبحانه: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها” (الأعراف: 56).
وإذا جاز له العمل حل له الراتب، وإذا حرم عليه العمل حرم عليه الراتب. فإن كان العمل في هذه القنوات فيه فتنة للعاملين أو فساد في دينهم وأخلاقهم؛ فلا يطلب منهم نفع غيرهم بضرر أنفسهم، وسيجعل الله لهم بديلاً صالحاً، ومن استطاع الإصلاح أو حافظ على دينه وتجنب الفساد؛ فهو في باب عظيم من الجهاد؛ فلا يدع هذه الثغرة للمفسدين. أ.هـ
ما هو واجب من يعمل في القنوات الفضائية؟
يقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر:
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمر أوجبه الله سبحانه وتعالى علي المكلفين من هذه الأمة فقال سبحانه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقال رسول الله ﷺ ” ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر” وإذا كان المجال الذي تعمل فيه، فيه مثل هذا المنكر فإن واجبك أيها المسلم أن تنهي عن هذا المنكر بقدر الاستطاعة وأن تنكره بدرجاته الثلاث التي بينها رسول الله صلي الله عليه وسلم: ” من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان”
فواجب من يعمل في القنوات الفضائية أن ينكر هذا المنكر بما يستطيع فأن هذا التكليف منوط بوسع المكلف وطاقته فإذا تمكن من تغيير المنكر باليد فله ذلك، وإن لم يتمكن إلا باللسان فليفعل، وأن لم يكن أمامه إلا الإنكار بالقلب فهذا هو أضعف هذه المراتب الثلاثة.
وفي هذه الحالة ينبغي له أن يبحث عن عمل ليس فيه المنكر وذلك لأن استمراره في العمل في هذا المجال الذي تكتنفه مثل هذه الأمور المخلة قد تفتنه عن دينه وتورده موارد الهلاك.أ.هـ
ولا ينسى المسلم أن النبي ﷺ قال – “إنك لَن تدَع شيئًا للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه”.
كما لا ينسى المسلم أن الرزاق هو الله ورزقه الذي يظنه أنه من العمل الذي هو فيه فحقيقته أنه من الله تعالى ولكنه في اختبار وابتلاء فإن تركه عوضه الله خير منه.