لا شك أن الثقافة التي تسود مجتمعاتنا اليوم تمهد لأجواء بعيدة عن تعاليم ربنا، فهي ترى الحب والعلاقة بين الجنسين شيئا عاديا، ولا بد من هذه العلاقة حتى يكون الزواج بعدها زواجا مستقرا، ومن رفض ذلك اتهم بالرجعية والتخلف والتطرف!

وهذه ثقافة ممجوجة، تصطدم اصطداما مباشرا مع تعاليم ديننا الذي يباعد بين الجنسين إلا بالزواج، فإن شريعتنا الواقعية بنت تحوطها في العلاقة بين الجنسين على واقع لا ينكره أحد ، واقع أن الله خلق الرجل يميل إلى المرأة ، والمرأة تميل إلى الرجل ، وأن الشهوة تستبد بصاحبها مالم يحاول صرفها عن مدارج الحرام ، ولهذا  أمر بغض البصر، وأمر بستر العورة ، وحرم الخلوة ، وحرم التمايع والتكسر من المرأة في حضرة الرجال ألأجانب، وحاصر الطرق التي يجتمع فيها الجنسان إلا للحاجة والضرورة، وحرم العلاقات الخاصة.

فقال الله في كتابه الكريم : ( وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ).

فمن كان في هذا المجتمع فليصبر على الحق، وليعمل على أن يستنقذ الناس من غيهم ، ولا يعجل ولا ييأس، فإن الناس تربوا وشبوا على هذه الثقافة، وصرفهم عنها يحتاج إلى صبر وتفنن، وتلطف، ودعاء بالهداية من الله سبحانه وتعالى.