يستحب إدخال الميت القبر من جهة رجليه إن أمكن ، كما يستحب وضع الميت على جنبه الأيمن موجها للقبلة ، وحل أربطة الكفن ، ووضع شيء كالتراب ونحوه تحت رأس الميت وكشف الخد الأيمن ، كما يستحب وضع ثوب على الميت ـ خاصة المرأة ـ أثناء الإدخال ، و حثو التراب على القبر ثلاثا، مع الاستغفار بعد الدفن.
كيفية دفن الميت:
قال الشيخ سيد سابق ـ رحمه الله ـ في كتابه (فقه السنة):
-من السنة في إدخال الميت القبر أن يدخل من مؤخره إذا تيسر لما رواه أبو داود وابن أبى شيبة والبيهقي من حديث عبد الله بن زيد : أنه أدخل ميتا من قبل (جهة) رجليه القبر وقال : هذا من السنة . فإن لم يتيسر فكيفما أمكن .
قال ابن حزم: ويدخل الميت القبر كيف أمكن ، إما من القبلة ، وإما من دبر القبلة . وإما من قبل رأس ،وإما من قبل رجليه ، إذ لا نص في شيء من ذلك .
-والسنة التي جرى عليها العلم ،أن يجعل الميت في قبره على جنبه الأيمن ووجهه تجاه القبلة، ويقول واضعه: (بسم الله وعلى ملة رسول الله ، أو :على سنة رسول الله ) ويحل أربطة الكفن. فعن ابن عمر عن النبي – ﷺ – كان إذا وضع الميت في القبر قال: ” بسم الله وعلى ملة رسول الله ،أو :على سنة رسول الله ” رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة .
–واستحب العلماء أن يوسد رأس الميت بلبنة (توضع تحت رأسه ، وهى الطوب من الطين قبل حرقه) أو حجر أو تراب ، ويفضى بخده الأيمن إلى اللبنة ونحوها بعد أن ينحى الكفن عن خده ويوضع على التراب .
قال عمر: إذا أنزلتموني إلى اللحد فأفضوا بخدي إلى التراب ،وأوصى الضحاك أن تحل عنه العقد ويبرز خده من الكفن. واستحبوا أن يوضع شيء خلفه من لبن (طوب الطين) أو تراب يسنده. لا يستلقي على قفاه .
–واستحب أبو حنيفة ومالك وأحمد أن يمد على المرأة ثوب عند إدخالها في القبر دون الرجل ، واستحب الشافعية ذلك في الرجل والمرأة على السواء.
-ويستحب أن يحثو (يرمى التراب) من شهد الدفن ثلاث حثيات بيديه على القبر من جهة رأس الميت ، لما رواه ابن ماجة : “أن النبي – ﷺ – صلى على جنازة ثم أتى قبر الميت فحثى عليه من قبل رأسه ثلاثا”.
–واستحب الأئمة أن يقول في الحثية الأولى :” منها خلقناكم ” وفى الثانية:”وفيها نعيدكم ” وفى الثالثة: “ومنها نخركم تارة أخرى” ،لما روى أن النبي – ﷺ – قال ذلك لما وضعت أم كلثوم بنته في القبر. وقال أحمد : لا يطلب قراءة شيء عند حثو التراب لضعف الحديث .(انتهى)
ما يستحب فعله بعد دفن الميت:
-يستحب الاستغفار للميت عند الفراغ من دفنه وسؤال التثبيت له ، لأنه يسأل في هذه الحالة .
فعن عثمان قال : ” كان النبي – ﷺ – إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل ” رواه أبو داود والحاكم وصححه.
-قال الشوكاني رحمه الله : “فيه مشروعية الاستغفار للميت عند الفراغ من دفنه ، وسؤال التثبيت له ؛ لأنه يسأل في تلك الحال” انتهى من “نيل الأوطار” .
-قال الترمذي : الوقوف على القبر ، والسؤال للميت في وقت الدفن ، مدد للميت بعد الصلاة عليه ؛ لأن الصلاة بجماعة المسلمين كالعسكر له ، قد اجتمعوا بباب الملك ، يشفعون له ، والوقوف على القبر ، وسؤال التثبيت ، مدد للعسكر ، وتلك ساعة شغل الميت ، لأنه استقبله هول المطلع ، وسؤال الفتانين” .
-وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : “الدعاء للميت بعد الدفن بالثبات والمغفرة سنة” .
-وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : “الوقوف بعد الدفن عند القبر والدعاء للميت من السنة , لأن النبي ﷺ كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال : (استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل).