يقول فضيلة الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى -:
بعيدا عن ثواب بناء المساجد؛ لأنه لا يكون إلا للمؤمن المطيع صاحب الكسب الحلال، بعيدا عن ذلك، قال العلماء: إن تبرُّع الكافر لبناء مسجد، أو لتجهيزه يقبل منه في الدنيا، وتصح الصلاة فيه، وإن لم يكن له ثواب عند الله في الآخرة، فثوابه في الدنيا بمثل تكريم الناس له، قال الله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنا ه هباء منثورا}.
وصرح الإمام الشافعي بجواز وصية غير المسلم لبناء مسجد للمسلمين حتى ولو كان المسجد الأقصى.
وفى كتب الأحناف أن بناء غير المسلم مسجدا لقوم من المسلمين، أو جعل داره مسجدا لهم، وأذن لهم بالصلاة في هذه المساجد؛ جازت الصلاة.
وإذا كان هذا الحكم هو صحة الصلاة في مساجد بناها غير المسلمين فهي صحيحة من باب أولى؛ إذا بناها أو تبرع لها أحد المسلمين حتى لو كان عاصيا، مرتكبا لكل أنواع المعاصي؛ لأنه ما زال مؤمنا على الرغم من عصيانه، ما لم يشرك بالله، ثم نترك ثوابه لله (تعالى) هذا.
وقد قرر العلماء: أن التوبة من المال الحرام تكون برده إلى أصحابه؛ إن عُلموا فإن لم يُعلموا؛ وضع ذلك المال في منفعة عامة للمسلمين، ومنها المساجد، وهذا يؤكد القول بصحة الصلاة في المساجد التي بنيت بأموال غير حلال.