الصبر -كما قال البعض- مشتق من المرارة ؛ لأن الصبر طعمه مُر، فلذلك كان في الصبر شيء من القساوة، وشيء من الشدة؛ ولكن عاقبته أحلى من العسل .

الصبر في الإسلام؟

الصبر شعار المرسلين كما دل عليه قول الله تعالى : ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كـُذِّبوا … ) وقد رغـّـب الشرع الحنيف في الصبر وحث عليه ، وأثنى على أهله .
-يقول سبحانه وتعالى : {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} .
-و يقول تعالى :{ استعينوا بالصبر والصلاة إن اللَّه مع الصابرين}.

و يقول تعالى : {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين مِنْكم والصابرين} .

-وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ولقد كان رسول الله محمد أكثر رسل الله دعوة وبلاغـًا وجهادًا ، لذا كان أكثرهم إيذاءً وابتلاءً ، منذ بزوغ فجر دعوته إلى أن لحق بربه جل وعلا .

فلا بد من الصبر والمصابرة، وهناك فرق بين الصبر المطلق و الصبر الجميل ، ورد الصبر الجميل في سورة يوسف في قوله تعالى : { بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ }.

ما هو الصبر الجميل؟

يقول العلماء في تفسيرالصبر الجميل : هو الصبر الذي لا شكوى فيه ، يقول القرطبي عن ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى: “فصبر جميل” أي لا أشكو ذلك إلى أحد.

وروى مقاتل بن سليمان عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن رسول الله قال: (من بث لم يصبر) .
فالصبر الجميل صبر لا شكوى فيه و لاجزع ، ويكون معنى الآية : فصبري على ما نالني من فقد ولدي صبر جميل لا جزع فيه ولا شكاية .