حث النبي ﷺ على استخدام السواك ، ورغب أمته فيه وورد في فضل السواك مجموعة من الأحاديث الشريفة مثل ” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ” ، ولكن ورد أيضا أن رائحة فم الصائم عند الله تكون زكية بل أطيب من رائحة المسك الذي هو أفضل الروائح وفي ذلك يقول الرسول ﷺ : ” لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
ولذا اختلف العلماء في استخدام السواك للصائم بعد الظهر: فالشافعية منعوا إعمالا لحديث لخلوف فم الصائم ، و الجمهور على الجواز ، لأحاديث فضل السواك ، ولأن طيب الرائحة لا يعود إلى الرائحة أصلا بل يعود إلى الصيام ذاته .
يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر:
إن تنظيف الفم والأسنان بصفة مستمرة أمر مشروع حث عليه رسول الله ﷺ بقوله:” السواك مطهرة للفم مرضاة للرب” وفي حديث ابن عباس عن رسول الله أنه قال: “عليك بالسواك فانه مطهرة للفم مرضاة للرب مفرحة للملائكة يزيد الحسنات”.
وزاد البيقهي في رواية : ويصح المعدة وهو من السنة يجلو البصر وتذهب الخفرة ويشد اللثة ويذهب البلغم ويطب الفم.
كما شرعت المضمضة ثلاث مرات في كل وضوء مبالغة في تنظيف الفم والأسنان لما في نظافة الفم والأسنان من أثر طيب على الصحة وعلى طيب رائحة الفم وسلامة الأسنان واللثة ولذلك ينبغي عدم ترك التسوك او التنظيف في أي وقت بالليل أو النهار قبل النوم أو بعده.
وقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته بدأ بالسواك وفي حديث حذيفة رضي الله عنه عن مسلم إذا قام ليتهجد يسوك فاه بالسواك وغير ذلك من الأدلة الشرعية على استحباب المداومة على تنظيف الفم والأسنان.
ولكن اختلف العلماء في حكم السواك بعد الظهر في شهر رمضان فذهب الإمام الشافعي وأحمد إلى كراهة السواك بعد الظهر في رمضان لقول رسول الله ﷺ : ” لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”.
وذهب الحنفية والمالكية إلى عدم كراهة السواك في ذلك الوقت ؛ لأن الرائحة المتغيرة التي تخرج من فم الصائم إنما تصعد عليه من المعدة لخلوه من الطعام والشراب وليست ناتجة عن الفم والأسنان ، وعموم الأدلة تشهد بهذا الرأي الأخير .
ويمكن لمن تصعد رائحة الخلوف من معدته أن يلتمس العلاج عند الأطباء ؛ لأن المقصود بطيب رائحته عند الله من الصائم هو معني يرجع إلى الصيام ذاته ، وليس إلى الخلوف ، وذلك ليتقبل الناس إخوانهم الصائمين ، ولا ينفرون منهم .