لم يرد في السنة الصحيحة، ولا في كلام الفقهاء إطلاق لفظ الست البيض على الست من شوال، وإنما جرى هذا على ألسنة العوام، وهي تسمية غير صحيحة، ولكن ورد لفظ الست من شوال فقط في السنة دون تسميتها البيض.
روى مسلم بسنده عن أبي أيوب قال : قال رسول الله ـ ﷺ ـ : “من صام رمضان ، ثم أتبعه ستا من شوال ، كان كصيام الدهر” ، وأخرج الدارمي بسنده عن ثوبان – رضي الله تعالى عنه – قال : قال رسول الله ـ ﷺ ـ : (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وستة أيام بعدهن بشهرين ، فذلك تمام سنة) يعني : أن الحسنة بعشرة أمثالها ، الشهر بعشرة أشهر ، والأيام الستة بستين يوما، فذلك سنة كاملة.
أما الأيام البيض فهي ـ كما ورد في الموسوعة الفقهية ـ : اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر عربي. وسميت بيضا لابيضاض لياليها بالقمر؛ لأنه يطلع فيها من أولها إلى آخرها .ولذلك قال ابن بري : الصواب أن يقال : أيام البيض ، بالإضافة لأن البيض من صفة الليالي – أي أيام الليالي البيضاء.أ .هـ
والحِكمة من صيام الأيام البيض أنها وسط الشهر ووسط الشيء أعدلُه، ولأن الكُسوف ـ أي كسوف القمر ـ غالبًا يقع فيها، وقد ورد الأمر بمزيد من العِبادة إذا وقع فإذا اتّفق الكسوف صادَف الذي يعتاد صيام الأيام البِيض صائماً، فيتهيّأ له بأن يجمع بين أنواع العِبادات من الصيام والصلاة والصّدقة، بخِلاف من لم يصمها، فإنه لا يتهيّأ له استدراك صيامها.
ويستحب صوم الأيام البيض من كل شهر؛ لكثرة الأحاديث الواردة في ذلك ، ومنها ما رواه ابن ماجة عن النبي ﷺ أنه قال : ” من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذاك صيام الدهر
وروى أبو داوود عن ملحان القيسي قال : ( كان رسول الله ﷺ يأمرنا أن نصوم البيض : ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ، وقال: هو كهيئة الدهر ) .
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله ـ ﷺ ـ لا يُفطر أيامَ البِيض في حَضَر ولا سَفَر. ورواه النّسائي.
وعن حفصةَ قالت: ” أربعٌ لم يكن النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ يدعهُنَّ ـ يتركُهن ـ: صِيامَ عاشوراءَ، والعشر، وثلاثة أيام من كلّ شهر، والركعَتين قبل الغداة ” رواه أحمد.
وعن معاذة العدويّة أنها سألت عائشةَ أم المؤمنين: أكان رسول الله ـ ﷺ ـ يصوم من كلِّ شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم، فقلت لها: من أيِّ أيّام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالِي من أي أيام الشّهر يصومُ. رواه مسلم.