إن كان الإسلام قد أباح الزواج من نساء أهل الكتاب العفيفات، فإن الزواج من المسلمات أولى، والزواج من اليهوديات على وجه الخصوص ليس وراءه إلا نزوات شبابية، وانشغال الشباب المسلم بالزواج من اليهوديات يثير ريبة في المجتمع المسلم، مما يسبب ضررًا بالغًا على الفتيات المسلمات، وقد اشترط العلماء العفة والتدين من نساء أهل الكتاب وهذا عزيز نادر في اليهوديات، فكان الابتعاد عنه أولى، وفي الفتيات المسلمات خير كثير .
هل يجوز للمسلم أن يتزوج من إمرأة أهل الكتاب؟
جاء في فتوى لجنة الفتوى بالأزهر:
إن الإسلام أباح أن يتزوج المسلم من نساء أهل الكتاب – اليهود والنصارى، وذلك بنص القرآن الكريم: قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (المائدة: 5) .
ونساء أهل الكتاب هن: النصرانيات واليهوديات. وبالنظر إلى منطوق الآية الكريمة.
محاذير الزواج من أهل الكتاب؟
-نلاحظ تقديم المحصنات المؤمنات في الذكر على المحصنات من أهل الكتاب، وأنه يعطينا إشارة إلى أن الزواج من المؤمنات أولى وأفضل من الزواج من اليهوديات والنصرانيات..
-وذلك لاعتبارات كثيرة أهمها: وحدة الدين والعقيدة والمحافظة على النسل من أن تتلاعب به أهواء وأغراض غير المؤمنات من أهل الكتاب .
-وربما يكون هذا هو الذي جعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – فيما أثر عنه – يحث ويشير على بعض من الصحابة ممن تزوجوا بيهوديات أن يطلقوهن لضمان حسن تربية الأولاد وتنشئتهم نشأة إسلامية سليمة.
-إن كان التفاهم في الحياة الزوجية يمكن أن يتخطى هذه المسائل إلا أن التوافق العقدي من أهم الروابط الأسرية حتى لا تذوب العقيدة أو تختلط لدى الأبناء فتقع المحاذير وتنتهك الحرمات ويصبح هذا الزواج سببًا قويًا للتحلل من الدين والتفسخ الأسري بلا داع وهذا بداية للانزلاق إلى الهاوية يؤدي إلى سوء المنقلب .
-والسبب نزوة طارئة أو انفعال مؤقت ومالنا لا نتخذ من حديث رسول الله ﷺ: “فاظفر بذات الدين تربت يداك [البخاري 7/9]. وقوله: “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” (شرح السنة 9/11) .
-ولن تكون المرأة صالحة إلا إذا كانت مسلمة حقًا، وعلى شبابنا وأبنائنا أن لا ينساقوا وراء نزواتهم وعواطفهم وأن يبتعدوا ما أمكن عن الهبوط في هذا الدرك وليعلموا أن في بناتنا وفتياتنا الخير كل الخير ، وهن أفضل ألف مرة من غيرهن،