فأما عن الرشوة وتسميتها بغير اسمها
نجد بعض الموظفين يطلب رشوة من المراجعين لتخليص معاملاتهم ويسمي ما يطلبه هدية، وإذا لم يعطه أحد منهم شيئا علق معاملته ولا ينجزها له.
يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم .
ما ضيع الحقوق وأخر قضاء المصالح إلا الرشوة، التي شاعت وذاعت في مجتمعنا المعاصر وبمسميات مختلفات، وحجج واهيات (ما نزل الله بها من سلطان) الآية (71 من سورة الأعراف).
فاما عقوبة طالب الرشوة
فهل درى طالب الرشوة أن مقت الله نازل به، وأن عذاب جهنم في انتظاره، إنه لو درى بذلك لقنع بما يعطى من أجر حلال. على العمل المكلف بأن يقوم به، فعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا إلى النبي ﷺ: “من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبوا أو كرهوا، جيء به مغلولة يده فإن عدل ولم يرتش ولم يحف فك الله عنه وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشى وحابى فيه، شدت يساره إلى يمينه ثم رمي به في جهنم فلم يبلغ قعرها خمسمائة عام” رواه الحاكم.
وأما عقوبة من يدفع الرشوة والساعي بين الراشي والمرتشي
فإن إثم الذي يعطي من يعينه على حوز ما لا يستحقه إثم شديد، وكذلك الذي يأخذ ليضيع حقوق المستحقين بتسريبها إلى من لا يستحقها إثمه شديد، وكذلك الذي يسعى بينهما، يستزيد لهذا ويستنقص لهذا إثمه شديد، فكل من الثلاثة لعنه رسول الله ﷺ فعن ثوبان رضي الله عنه قال: لعن رسول الله ﷺ: “الراشي والمرتشي والرائش” رواه الإمام أحمد.
ثم إن من المعروف أن الحكومات والشركات والمؤسسات تدفع لمستخدميها أجورًا معينة فمحاولة التزيد عليها بالطرق الملتوية اكتساب للسحت، فالرسول ﷺ يقول: “من استعملناه على عمل فرزقناه رزقًا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول” رواه أبو داود.